« نحن أهل البيت لايقاس بنا أحد »


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

« نحن أهل البيت لايقاس بنا أحد »
« نحن أهل البيت لايقاس بنا أحد »
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
« نحن أهل البيت لايقاس بنا أحد »

اللهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على محمد وآل محمد، كما جعلتها على آل إبراهيم إنك حميد مجيد


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الامام المهدي قادم سنة 2015 فيعطيكم في السنة عطاءين ، ويرزقكم في الشهر رزقين

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

Admin


Admin

[b]

الوعد الإلهي بدولة آل محمد
لما تبين للرسول الأعظم بأن القوم ماضون في برنامجهم ، وأنهم سيحولون بالفعل بين أئمة أهل بيت النبوة وبين الخلافة ، وفوق ذلك سيصبون نقمتهم على آل محمد ويشردونهم ، ويطردونهم ، ويقتلونهم تقتيلاً وأن أعداء الله الذين حاربوه بالأمس حتى أحيط بهم ، فاضطروا لإعلان إسلامهم هم الذين سيتولون خلافته ، وسيحكمون أمته !! وأن كافة عرى الإسلام ستحل ، وأنه لن يبقى من الإسلام إلا اسمه ورسمه ، ويذوب قلبه حزناً وأسفاً ولا يرى بعدها ضاحكاً أبداً ، وعلم الله بحجم الهم والحزن الذي أناخ بكلاله الثقال على قلب النبي الشريف ، فيعده بدولة آل محمد ، وأنها ستطون آخر الدول ، وهي دولة من نوع خاص ، حيث ستحكم العالم كله ، ويخضع لسلطانها كل سكان الكرة الأرضية ، وأن مؤسس تلك الدولة هو حفيد النبي ، محمد بن الحسن ، وهو المهدي المنتظر ، وأوحى الله إلى نبيه بكافة المعلومات المتعلقة بهذا الموضوع ، فسر النبي سروراً بالغاً وبدأ جهداً مكثفاً جديداً لإطلاع المسلمين على ما أوحى إليه ، وأطلعهم بالفعل على كل ما أوحى اليه بهذا المجال من أنباء الغيب ، فدولة آل محمد ستملأ الأرض كلها عدلاً وقسطاً ، كما ملئت جوراً وظلماً ، ودولة آل محمد ستنتقم من الظالمين ، وتفتح كافة حصون الضلالة ، ودولة آل محمد ستحقق الكفاية والرخاء للجميع ، وسيرضى عنها الجميع ، إنها طراز خاص من الدول بعض وزرائها من الرسل والأنبياء وبعضهم من الصديقين والأولياء ، عدلها يتسع لِلبرِّ والفاجر ، إنها دولة كل الجنس البشري ، لقد فرح النبي وأهل بيته بهذا الوعد الإلهي ، وأيقنوا أنه

(307)
واقع لا محالة لأن الله لا يخلف وعده. أما أعداء الله وبطون قريش فقد صدموا من حجم التعويض الإلهي لأهل بيت النبوة ، وحزنوا لأن الله خص أهل بيت النبوة بالمهدي ، وحرم بطون قريش من هذا الشرف ، فازدادوا حسداً فوق الحسد ، وحقداً مع أحقادهم ، فاخذوا يخفون هذه المعلومات ، ويشككون بما شاع منها وانتشر.

المعالم الأساسية لدولة آل محمد
1 ـ مقومات الدولة
الأقليم : من المؤکد استناداً للأحاديث النبوية ولأحاديث أئمة أهل بيت النبوة ولاحاديث أئمة أهل بيت النبوة الذين ورثوا علمي النبوة والكتاب بأن الإمام المهدي مؤسس دولة آل محمد سيفتح مشارق الأرض ومغاربها ويملك المشارق والمغارب ، وهذا يعني أن الكرة الأرضية كلها ستکون إقليماً لدولة آل محمد ويدل على هذا قول النبي : « لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي ... يملك الأرض عدلاً كما ملئت ظلماً » [ الحديث رقم 61 من المعجم راجع المراجع المدونة تحته ] ، فكيف يملأ الإمام المهدي الأرض عدلاً ان لم يكن مالكها وصاحب السلطان عليها !! ويدل على ذلك قول النبي أيضاً : « ... ويفتح له ما بين المشرق والمغرب » ... [ راجع الحديث رقم 127 من معجم أحاديث الإمام المهدي ] ويوضح الرسول الصورة فيقول : « الأئمة بعدي اثنا عشر أولهم أنت يا علي ، وآخرهم القائم الذي يفتح الله عز وجل على يديه مشارق الأرض ومغاربها ». [ راجع الحديث رقم 155 من المعجم ] ، وليسوق الأرض مثلاً معروفاً للجميع وهو المعروف « بذي القرنين » فيقول الرسول عنه انه : « وبلغ المغرب والمشرق ، وأن الله تبارك وتعالى سيجري سنته في القائم من ولدي ، فيبلغه شرق الأرض وغربها حتى لا يبقى منهلاً ولا موضعاً من سهل ولا جبل وطئه ذو القرنين إلا وطئه ... [ الحديث رقم 158 من المعجم ]. وكم كرر الرسول وأكد بأن الإمام المهدي سيملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً ، لقد استعمل الرسول مصطلح الأرض على الإطلاق ... وفي حديث آخر يقول النبي : « ... ويفتح له فتوح فلا يبقى على وجه الأرض

(308)
الأرضية كلها من المشرق إلى المغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

2 ـ شعب دولة آل محمد : إذا كانت الكرة الأرضية هي إقليم دولة آل محمد فإن كافة الأحياء من أبناء الجنس البشري في زمن الإمام المهدي يشكلون شعب دولة آل محمد ، ومواطني ورعايا تلك الدولة ، فكيف تملک الدولة الأرض كلها ، ولا سلطان لها على ساكنيها ، فالأرض کلها إقليم للدولة ومن على وجه الأرض من بني البشر هم شعبها ، فالأحاديث النبوية تؤكد بأن الإمام المهدي سيطهر الأرض من أعدائه ومن كل ظلم وجور [ الحديث 123 و 479 ] ، وأنه سيفتح حصون الضلالة ، وقلوباً غلفاً [ الحديث رقم 79 ] وأنه سيظهر على كل جبار [ الحديث رقم 30 ] ، فكيف يعرف القلوب الغلف ويفتحها ، وكيف يعرف أعداء الله من أوليائه ، ويطهر الأرض من أعداء الله إن لم تكن له سلطة فعلية على كل مكان في الأرض ولهم به رابطة قانونية أو شرعية ، وهذه هي مقومات مصطلح الشعب بالفقه الدستوري.

3 ـ السلطة : الإمام المهدي هو المؤسس والمعلن عن وجود دولة لآل محمد وهو امامها أو رئيسها ، أو أميرها أو الخليفة الشرعي الثاني عشر من خلفاء الرسول ، وهو صاحب الكلمة العليا والمقام الأول في دولة آل محمد ، وهو المرجع الشرعي أو القانوني لكافة سكان الكرة الأرضية لأنه إمام ووارث لعلمي النبوة والكتاب ، ولا يخفى عليه شيء من أمر الدنيا والآخرة ، لأن كل ما يحتاجه البشر يعرفه الأئمة الشرعيون ، والإمام الشرعي مؤهل الهياً ومعد لقيادة العالم كله. والإمام المهدي هو القائد العام الجيش الدولة ، وهو القاضي الأعلى ، وهو المسؤول عن وزرائها. ويساعد الإمام المهدي مجلس وزراء من نوعية خاصة ، ويكفيك أن تعرف بأن المسيح عليه السلام أحد وزرائه ، والخضر الشهير والياس من وزرائه أيضاً كما وثقنا وهم من صفوة أولياء الله. ويساعد المهدي أيضاً ولاة أقاليم الكرة الأرضية حيث سيولي الإمام المهدي على كل إقليم الكرة الأرضية أحد الموثقين من أصحابه ليدبر أمور الإقليم ويسوسه تحت إشراف الإمام المهدي. قال الإمام جعفر الصادق : ويكون من شيعتنا في دولة القائم سنام الأرض وحكامها ، يُعطى كل رجل منهم قوة أربعين رجلاً ». [ الحديث رقم 1081

(309)
من المعجم ] وروى عن الإمام الباقر قوله : « إذا قام القائم بعث في كل إقليم من أقاليم الأرض رجلاً فيقول له عهدك في كفك ، فإذا ورد عليك أمر لا تفهمه ، ولا تعرف القضاء فيه ، فانظر في كفك واعمل بما فيها ... ». [ راجع الحديث رقم 858 ] بمعنى أن ولاة الإمام المهدي وعماله على الأقاليم من أولياء الله الصادقين الذين وعوا تاريخ أئمة الضلالة ، وأشربوا كراهية الظلم أهله. والخلاصة أن حكومة الإمام المهدي وسلطته تقوم بكافة الوظائف التي تقوم بها الدول في عصرنا هذا وتزيد على ذلك بأنها ملتزمة بتحقيق الكفاية للجميع وفوراً ، والرخاء للجميع وفوراً أي بدون وعود ، وأنه لا ظلم فيها ولا عوز ، على الإطلاق ، وأن الجميع بما فيهم الإمام المهدي عبيد لله لا عبيد لدولة ويخضعون لشرع الله لا لشرعها. وأن الجميع منسجمون وسعداء ، تماماً.

القانون النافذ في دولة آل محمد : المنظومة الحقوقية الإلهية المكونة من كتاب الله بيان النبي لهذا الكتاب هي القانون النافذ في دولة الإمام المهدي أو دولة آل محمد ، فالإمام المهدي إمام شرعي وهو خاتم الأئمة الشرعيين وهو الوارث لعلمي النبوة والكتاب ، وبالتالي فإنه يعرف الحكم الشرعي لكل قضية ، والتكييف الشرعي لكل واقعة ، وفوق هذا وذاك فإن معه المصحف الذي كتبه الإمام علي بخطه ، وأملى تفسيره رسول الله بنفسه وعنده أيضاً الجامعة التي تحوي حكم كل شيء بما فيه إرش الخدش. [ راجع الحديث رقم 1115 ] ، وبالتالي فإن الإمام المهدي سيطبق القرآن [ الحديث رقم 865 ] ويبين الحلال والحرام ويقيم الحدود. [ راجع الحديث رقم 1139 و 1140 من أحاديث المعجم ] ، وبالتالي فلا مجال للاجتهاد ، لأن الاجتهاد يحصل في حالة عدم وجود النص ، أو عدم الاهتداء اليه وهذه أمور لا يمكن أن تقع في عهد الإمام المهدي لانه إمام شرعي اختاره الله وليس خليفة قد فرض نفسه على الناس بالقوة والقهر ، والخلاصة أن الإمام المهدي سيحكم بكتاب الله الذي لم يعمل به قط بعد وفاة امير المؤمنين علي. [ راجع الحديث رقم 1126 ].

4 ـ الدين الرسمي لدولة الإمام المهدي أو دولة آل محمد : في دولة الإمام المهدي يصبح الإسلام هو الدين الرسمي والفعلي الوحيد في كافة أرجاء الكرة

(310)
الأرضية التي ستخضع لسلطان دولة آل محمد ، لأن الإمام المهدي سيدعو إلى الإسلام جديداً ، ويهدي الناس إلى أمر قد دبر فضل عنه الجمهور كما حدث الإمام جعفر الصادق. [ راجع الحديث رقم 1122 ] وقال الصادق يوماً لجليسه : « يا أبا محمد إذا قام القائم استأنف دعاء جديداً كما دعا رسول الله » ... [ الحديث 612 ] ، وقال الإمام الصادق ايضاً ... أما والله لا تذهب الايام والليالي ... حتى ... ويرد الحق إلى أهله ويقيم الدين الذي ارتضاه لنفسه فأبشروا ثم أَبشروا ... [ الحديث 1126 ]. وقد أكد الرسول الكريم هذه الحقيقة بقوله : « ... يبايع له الناس بين الركن والمقام ، يرد به الدين ويفتح له فتوح ، فلا يبقى على وجه الأرض إلا من يقول : لا إله إلا الله [ الحديث رقم 309 من أحاديث معجم الإمام المهدي ج‍ 1 ]. وقال الإمام الحسين : « ان الإسلام قد يظهره العالم على جميع الأديان عند قيام القائم عليه السلام » فليس عجيباً بعد هذا كله بــأن يكون الإسلام هو الدين الرسمي والفعلي الوحيد لدولة آل محمد.

5 ـ طبيعة دولة الإمام المهدي أو دولة آل محمد
دولة دينية ولكن
طبيعة دولة المهدي أو دولة آل محمد مختلفة بالكامل عن طبيعة الدول التي عرفتها البشرية طوال تاريخها ، فلا نعرف دولة على الإطلاق قد حظيت بالدعم الإلهي الدائم والمطلق كما تحظى به دولة الإمام المهدي فالملائكة الكرام فرقة دائمة من فرق جيشها كما أسلفنا ، كافة الآيات والمعجزات التي خص الله بها أنبياءه ورسله تحت تصرف الإمام المهدي كما وثقنا ، ورسل وأنبياء وأولياء صالحون يعملون مع المهدي ويأتمرون بأمره كما أثبتنا ، ويفهم من حديث الباقر بأن القوى الطبيعية ستكون مسخرات للإمام المهدي الحديث رقم 870 ج‍ 3 ، ثم إن الإمام المهدي ليس نبياً وليس رسولاً انما هو إمام شرعي ، اختاره الله سبحانه تعالى وسبقه أحد عشر إماماً ، ومع هذا تكلف دولته بتحقيق غايات وإنجاز مهمات لم يكلف نبي ولا رسول ولا إمام من قبل بتحقيقها وانجازها !! انها دولة دينية لأن الدين محور اهتمامها ، مبرر وجودها ، وقانونها النافذ وإمكانيات الدولة مسخرة

(311)
لتحقيق الغايات والأهداف الدينية ، لكنها ليست على شاكلة الدول التاريخية التي ادعت بأنها دول دينية ، ولا على شاكلة دول الأنبياء والرسل التي عرفنا نماذجها انها دولة دينيه من نوع خاص !! وهي نسيج وحدها تماماً ، من حيث مداها وشمول ملکها ، فدولة الإمام المهدي کما أسلفنا تشمل العالم کله [ راجع الحديث رقم 858 ] ، ويشمل ملك الإمام المهدي العالم أيضاً [ الحديث رقم 959 ] ، وهذه حالة فريدة لم يتحقق مثلها في دول الملوك الذين ادعو بأن دولهم دينية ولا في الدول التي أسسها الأنبياء والرسل !! ثم إن هناك ظاهرة عديبة وفريدة من نوعها في دولة الإمام المهدي تتمثل بتسخير كامل لمخزونات الأرض والسماء لتحقيق الأهداف التي وعدت دولة الإمام المهدي بتحقيقها ، فكم أكد الرسول الأعظم و الأئمة الکرام بأن الأرض في عهد الإمام المهدي ستخرج کل كنوزها ونفائسها ونباتها ، وأن السماء ستنزل كل قطرها ومائها وبركاتها وقد وثقنا ذلك وتلك حالة فريدة من نوعها ، انها عرض كامل لبركات الحكم الإلهي الأمثل !!! وتصحيح عملي لمفاهيم البشرية الخاطئة عن الحكم الديني الإلهي الحقيقي.

6 ـ ألاصرار على تحقيق غاية
دولة آل محمد
وتتجلى طبيعة دولة آل محمد باصرارها العجيب على تحقيق غاياتها ومبررات وجود دولة الإمام المهدي ، وهو إصرار لا يعرف الحلول الوسط ، ولا يعرف المستحيل فلا بد من القضاء التام على كل الظالمين والجبابرة ، ولا بد من محاكمتهم والانتقام منهم وتطهير الأرض من وجودهم لأنه رجس وقذارة وقرف ، ولا بد من فتح كافة حصونهم ، حصون الضلالة ، وهذا امر لا يحتمل التأخير أو التأجيل ولا بد رفع ظلمهم من الأرض ، ولا بد من ملء الأرض بالعدل كما ملأها المجرمون بالظلم ولا بد من هدم ما خلفه المجرمون ، من مظاهر ظلمهم وانحرافهم [ الحديث رقم 861 و 1123 ] ، وهدم أمر الجاهلية كله وإبطاله [ الحديث رقم 862 ] ليكون تطهير الأرض كاملاً من الظالمين وآثارهم ، وكل ما يدل عليهم ، ورفع فقههم الفاسد وإبطال كافة مفاعيله. وهذه في المهمة العاجلة ، والمبرر الأول لوجود دولة المهدي أو دولة آل محمد ، لأن ظلم الجبارة قد مس

(312)
الأرض وما عليها مساً أليماً موجعاً ولم ينج من هذا الظلم أحد ، وخص هذا الظلم آل محمد وأولياءهم خاصة بألوان معينة من المعاناة والألم ، وطريقة تعامل دولة المهدي مع الظالمين ، لها طابع خاص مختمر من التجربة التاريخية على اعتبار ان الظالم لا دين له ولا أخلاق ، ولا يعرف الإحسان أو المعروف ، فقد قال النبي لاعدائه الذين ظهر عليهم يوم فتح مكة : « اذهبوا فأنتقم الطلقاء » وبدلاً من أن يذخروا إحسان النبي ومعروفه بالعفو الشامل عن جرائمهم تنكروا له وتآمروا عليه وبعد موته قتلوا أبناءه وذريته ، المهدي استفاد من عبرة التاريخ فعندما يخرج الإمام المهدي لن يخرج معه من العرب أحد [ الحديث 1119 ] ، مع هذا فهو لايجبرهم على الخروج ، ولم يؤيده من قريش أحد ، ومع هذا هو لا يتعرض إليهم ولا يجبرهم على تأييده ، بل ولا يسألهم أن يخرجوا معه أو يؤيدوه ، ولكن عندما يعلم بأن قريش قتلت وإليه وعامله يقتل منهم 1500 أو ثلاثة آلاف رجل صبراً دون ان يرمش له جفن ، ولا يترك من قريش إلا أكلة كبش !! قد يبدو أن هذه العقوبة قاسية لكنها عادلة إذا ما عرفت حجم جرائم بطون قريش ، فقد قاومت النبي وحاربته طوال مدة 21 عاماً ، ولما أًحيط بها اضطرت مكرهة لإعلان إسلامها ، فعفى الرسول عنها وقبل موت الرسول وبعد موته مباشرة استولت بالقوة على ملك الرسول وقادت المسلمين إلى النحراف ، وحلت عرى الإسلام ومهدت للظلمة والجبابرة وخرجتهم من مدرستها ، وجعلت من عباد الله عبيداً للظالمين بنفس الوقت الذي کانت تلبس فيه الجبة الإسلامية ، إنهم مجرموا حرب لم يعرف التاريخ البشري جرائماً بحجم وبشاعة جرائمهم فعقوبة الإمام المهدي مع قسوتها عادلة.
والخلاصة إن اصرار الإمام المهدي على التخلص من الظالم والجبابرة أعوانهم يعكس طبيعة دولة آل محمد الملتزمة التزاماً مطلقاً بتحقيق أهدافها وغاياتها والتي لا تحيد عن تحقيق هذه الأهداف ، لأنها دولة هدف وغاية ولا يكفي منها أن تبذل الجهد والعناية ، انما يتوجب عليها وجوباً لا عذر معه تحقيق هذه الغايات. لأن الله تعالى وعد الإمام المهدي بالدعم الكامل والمطلق لتحقيق الغايات إنجاز المهمات التي كلفه الله بتحقيقها وإنجازها وإذا أراد الله أمراً فلا

(313)
راد لإرادته ، وقد أراد الله تحقيق كافة الغايات التي كلف عبده الإمام المهدي بتحقيقها ، فدولة الإمام المهدي أو دولة آل محمد مكلف باقتلاع جذور الظلم والظالمين وتطيهر الأرض من وجودهم ومن فقههم ، لذلک فإنها لن تقبل بأن يبقى على وجه الأرض خلال عهدها الراشد ظالم أو جبار واحد ، أو حصن واحد من حصون الضلالة فهي ملتزمة إمام الله تعالى بالقضاء التام والمبرم على الظلمة والظالمين وتطهير الأرض من ظلمهم ومن آثارهم.
وتجد هذا الإصرار العجيب عند كل غاية وهذف من الغايات والأهداف التى كلف الإمام بتحقيقها فعلى المستوى الاقتصادي فان الإمام المهدي ودولة آل محمد مكلفون بتحقيق الكفاية التامة والرخاء المطلق للجميع ، بحيث يكون كل واحد على وجه الأرض من أبناء الجنس البشري في حالة كفاية تامة ورخاء مطلق ، بحيث يتجول المكلفون بدفع الزكاة في الأرض شرقا وغرباً وشمالاً وجنوباً فلا يجدوا محتاجاً واحداً يقبل الزكاة لأن الجميع في حالة كفاية والجميع في حالة رخاء ، ولا يوجد في الأرض كلها محتاج واحد فالنقود والذهب والفضة لا تُعد عداً انما تهال هيلاً !! وقد تواترت الحاديث النبوية التي اكدت هذه الناحية ، وقد وثقناها في الفصول السابق ، حتى أن الدرهم والدينار يصبح من سقط التاريخ ولا قيمة له. [ راجع الحديث 1133 ].
وهذه طبيعة ما عرفتها ولا سمحت بها أية دولة من الدول التي ظهرت أو ستظهر على وجه الأرض قبل نشوء دولة آل محمد وظهور الإمام المهدي المنتظر ، فالدول عادة تغرق الشعوب بالوعود البراقة خاصة في العصر الحديث ، وتدغدغ مشاعر المستضعفين ، ثم تسقط الحكومات وتزول الدول نفسها دون تحقيق معشار معشار ما وعدت بتحقيقة ، حتى ان الناس قد ملت وعود الدول ، وصارت وعودها أحد الرموز والاصطلاحات الدالة على معنى الكذب !!

7 ـ حالة الانسجام العام في دولة الإمام
المهدي أو دولة آل محمد
ومن أبرز طبيعة دولة الإمام المهدي أو دولة آل محمد ومن مميزاتها

(314)
الخاصة وجود حالة الانسجام العام والمطلق ، واختفاء مظاهر الصراع بكل أشكاله وعلى الأخص الصراع الطبقي ، فالكرة الأرضية كلها إقليم لدولة آل محمد ، وأبناء الجنس البشري مواطنون في تلک الدولة ، يعتنقون ديناً واحداً وهو دين الإسلام فلا نجد على وجه الأرض إلا من يقول لا اله إلا الله. فأبناء الجنس البشري على مختلف منابتهم وأصولهم وأعراقهم وألوانهم يعتنقون نفس الدين ، ويخضعون لذات النظام ، ويشعرون بأنهم أخوة لا فرق بين لون ولون وعرق وعرق ، فهم أسرة کبيرة أبوهم آدم وأمهم حواء ، تکاثروا کما تتکاثر الأسرة الواحدة ، ثم نزغ الشيطان بين الأخواة فاختلفوا ، فأرسل الله الإمام المهدي وأقام دولة آل محمد لغايات إصلاح ذات البين ، وإعادة المياه لمجاريها ، وساعد الإمام المهدي على تحقيق هذا الإنجاز قضاؤه على أسباب الخلاف والاختلاف فالإمام المهدي إمام شرعي اختاره الله وأعدّه وأهّله للقيادة والمرجعية ، فليس في العالم كله من هو أعلم ولا أفضل ولا أتقى ، ولا أقرب لرسول الله من الإمام المهدي. هذا كله يخلق ويرسخ ثقة أبناء الجنس البشري في إمامهم وقائدهم الإمام المهدي ، ويقطع دابر التنافس على القيادة ويخلق حالة من الاستقرار ويؤدي للقضاء على مبررات النزاع السياسي ، خاصة وأن أعضاء حكومة الإمام المهدي فرادي ومجتمعين يجمعون مميزات خاصة بهم لا تتوفر لدى أي طامع بمنصب الوزارة أو الولاية.
كذلك فإن دولة آل محمد تقضي أيضاً على أسباب النزاع الاقتصادية وتغلق أبواب التنافس المرير على المال ، فعندما تحقق دولة آل محمد الكفاية المطلقة لكل واحد من أبناء الجنس البشري ، والرخاء المطلق للجميع فلا يبقى على وجه الأرض محتاج واحد ، أو معوز واحد ، ولا يجد أصحاب الأموال رجلاً واحداً يقبل زكاة أموالهم وعندما يجد الناس الذهب والفضة مكومة كالجبال ، وكرمال الصحاري ، فما هو الداعي لأسباب التنازع الاقتصادي !! وهكذا في كل الأمور حيث تتولى دولة آل محمد القضاء على أسباب الشر واجتثاثها من الأرض لتضمن حالة الانسجام المطلق بين أبناء الجنس البشري ، وعدم وجود ما يكدر صفوهم ، أو ينغص عيشهم ، ثم إن الإمام المهدي وطاقم حكومته ، لن يوقظوا نائماً ولن يهرقوا دماً [ الحديث رقم 130 ج‍ 1 ] وسيرحمون مساكين العالم فيشعرون كأن

(315)
الدولة تلعقهم الزبدة [ الحديث رقم 131 ] وفي الحقيقة فان كافة سكان العالم مساكين ومستضعفين لأنهم خرجوا على الفور وتحرروا من ظلم الظالمين ، ومن محاكم تفتيشهم ومن معسكرات اعتقالهم فعهد دولة آل محمد هو فترة نقاهة لمستضعفي العالم ، وهو فترة أمن ورخاء في عالم قسى الظالمون على اهله وسلبوهم الأمن والرخاء.
وما يساعد على تحقيق الانسجام العام الجو النفسي الخاص الذي تخلقه الكفاية ، ويحققه الرخاء حيث تتفتح مدارك العقل البشري ومواهبه التي أغلقها الجبابرة والظالمون ، ويصل الإنسان إلى قمة الوعي البشرية ويكتمل ايمانهم. [ راجع الحديث رقم 1093 ] ، وتطهر نواياها بعد القضاء التام على أسباب الخلاف والتنازع بين بني البشر وتطهير الأرض من الظلم والظالمين وانتشار المعرفة ، فتکتمل العقول والأحلام [ الحديث رقم 866 ] وتؤكد أحاديث الأئمة الكرام بأن العالم قبل ظهور المهدي سيعرف 2/27 جزءاً من المعارف والعلوم فاذا ظهر الإمام المهدي وقامت دولة آل محمد ينشر الله العلم كله بين الناس. [ راجع الحديث رقم 1127 ] ، قال الإمام الصادق : « إذا قام قائمنا ، وضع الله يده على رؤوس العباد ، فجمع بها عقولهم وكملت به أحلامهم ». [ الحديث رقم 869 ] ، وقال الإمام الصادق ايضاً عن الإمام المهدي : » ... فيعطيكم في السنة عطاءين ، ويرزقكم في الشهر رزقين ، وتؤتون الحكمة في زمانه ، حتى أن المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله وسنة رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم ». [ الحديث رقم 868 ج‍ 4 من معجم أحاديث الإمام المهدي ].
وستتأثر كافة المخلوقات بحالة الإنسجام التام السائد في بني البشر فالأحاديث النبوية تتحدت عن سماء تعطي كل قطرها ومائها ، وعن أرض تخرج كل كنوزها ونفائسها ونباتها ، وعن ملائكة تضع نفسها تحت تصرف دولة آل محمد كما وثقنا ذلك ، قال الإمام الرضا إذا قام قائمنا بامر الله الملائكة بالسلام على المؤمنين ، والجلوس معهم في مجالسهم ، فإذا أراد واحد حاجة أرسل القائم بعض الملائكة أن يحمله ، فيحمله الملك حتى يأتي القائم فيقضي حاجته ، ثم يرده ، ومن المؤمنين من يسير في السحاب
انقر على الرابط التالي لمزيد من المعلومات
http://www.rafed.net/books/aqaed/haqyqah-aleateqad/index.html


::: فه
رس [
/b]

https://ahlalbayt12.7olm.org

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى