أسرار الإمام الصادق عليه السلام
من ذلك ما رواه محمد بن سنان أن رجلا قدم عليه من خراسان ومعه صرر من الصدقات معدودة مختومة، وعليها أسماء أصحابها مكتوبة، فلما دخل الرجل جعل أبو عبد الله يسمي أصحاب الصرر، ويقول: أخرج صرة فلان فإن فيها كذا وكذا، ثم قال: أين صرة المرأة التي بعثتها من غزل يدها أخرجها فقد قبلناها؟ ثم قال للرجل: أين الكيس الأزرق، وكان فيما حمل إليه كيس أزرق فيه ألف درهم، وكان الرجل قد فقده في بعض طريقه، فلما ذكره الإمام استحيى الرجل وقال: يا مولاي إني فقدته في بعض الطريق، فقال له الإمام عليه السلام: تعرفه إذا رأيته؟ فقال: نعم، فقال: يا غلام، أخرج الكيس الأزرق، فأخرجه، فلما رآه الرجل عرفه، فقال الإمام: إنا احتجنا إلى ما فيه فأحضرناه قبل وصولك إلينا، فقال الرجل: يا مولاي إني ألتمس الجواب بوصول ما حملته إلى حضرتك، فقال له: إن الجواب كتبناه وأنت في الطريق (1).
ومن ذلك ما رواه عبد الله بن الكاهلي قال: قال لي الصادق عليه السلام: إذا لقيت السبع فاقرأ في وجهه آية الكرسي، وقل: عزمت عليك بعزيمة الله وعزيمة رسوله، وعزيمة سليمان بن داود، وعزيمة علي أمير المؤمنين والأئمة من بعده، فإنه ينصرف عنك، قال: فخرجت مع ابن عم لي قادما من الكوفة فعرض لنا السبع فقرأت عليه ما علمني مولاي فطأطأ رأسه ورجع عن ا لطريق، فلما قدمت إلى سيدي من قبل أن أعلمه بالخبر، فقال: أتراني لم أشهدكم أن لي مع كل ولي أذن سامعة، وعين ناظرة، ولسان ناطق، ثم قال: يا عبد الله أنا والله صرفته عنكما وعلامة ذلك أنكما كنتما على شاطئ النهر (2).
أقول: في هذا الحديث أسرار غريبة، الأول إطاعة الوحوش لهم عيانا وسماعا، والثاني إخباره أنه لم يغب عنهم وأن يشهد سائر أوليائه لأن الإمام مع الخلق كلهم لم يغب عنهم، ولم يحتجبوا عنه طرفة عين، ولكن أبصارهم محجوبة عن النظر إليه، وإن الدنيا بين يدي الإمام كالدرهم بين يدي الرجل يقلبه كيف شاء، والثالث أنه أنكر عليه وقال: أتراني لم أشهدكم؟ حيث إنه حسب أن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1) بحار الأنوار: 47 / 155 ح 218.
( 2) بحار الأنوار: 47 / 95 ح 108.
الحجة لا يشهد لمحجوج عليه بعد أن يثبت أنهم عين الله الناظرة في عباده، ويده المبسوطة بالفضل في بلاده، ولسانه المترجم عنه، وأن قلوب الأولياء مكان مشيئة الله وخزائن أسراره وباب حكمته.
ومن ذلك ما رواه أبو بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن المعلى بن خنيس ينال درجتنا، وإن المدينة من قابل يليها داود بن عروة، ويستدعيه ويأمره أن يكتب له أسماء شيعتي فيأتي فيقتله ويصلبه، فينال بذلك درجتنا، فلما ولي داود المدينة من قابل أحضر المعلى وسأله عن الشيعة فقال: أعرفهم، فقال: اكتبهم لي وإلا ضربت عنقك، فقال: بالقتل تهددني والله لو كانوا تحت قدمي ما رفعتها عنهم، فأمر بضرب عنقه وصلبه، فلما دخل عليه الصادق عليه السلام قال: يا داود قتلت مولاي ووكيلي، وما كفاك القتل حتى صلبته، والله لأدعون الله عليك كما قتلته، فقال له داود: أتهددني بدعائك؟ ادع الله لك فإذا استجاب لك فادعه علي، فخرج أبو عبد الله عليه السلام مغضبا، فلما جن الليل اغتسل واستقبل القبلة، ثم قال: يا ذا يا ذي يا ذوا إرم داود سهما من سهام قهرك تبلبل به قلبه، ثم قال لغلامه: اخرج واسمع الصائح.
فجاء الخبر أن داود قد هلك، فخر الإمام ساجدا وقال: إنه لقد دعوت الله عليه بثلاث كلمات لو قسمت على أهل الأرض لزلزلت بمن عليها (1).
ومن كراماته عليه السلام: أن المنصور يوما دعاه، فركب معه إلى بعض النواحي، فجلس المنصور على تلال هناك وإلى جانبه أبو عبد الله، فجاء رجل وهم أن يسأل المنصور ثم أعرض عنه، وسأل الصادق عليه السلام فجش له من أهل وعل هناك ملء يديه ثلاث مرات، فقال: إذهب وأغل، فقال له بعض حاشية المنصور: خرجت عن الملك وسألت فقيرا لا يملك شيئا، فقال الرجل وقد عرق وجهه خجلا مما أعطاه: إني سألت من أنا واثق بعطائه، ثم جاء بالتراب إلى بيته، فقالت له زوجته: من أعطاك هذا؟ فقال: جعفر، فقالت: وما قال؟ قال لي: أغل، فقالت: إنه صادق، فاذهب بقليل منه إلى أهل المعرفة فإني أشم منه رايحة الغنا، فأخذ الرجل منه جزءا ومر به إلى بعض اليهود فأعطاه فيما حمل منه إليه عشرة آلاف درهم، وقال له: أتيني بباقيه على هذه القيمة (2).
ومن ذلك: أن المنصور لما أراد قتل أبي عبد الله عليه السلام استدعى قوما من الأعاجم يقال لهم البعرعر لا يفهمون ولا يعقلون، فخلع عليهم الديباج المثقل، والوشي المنسوخ، وحملت إليهم الأموال، ثم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1) بحار الأنوار: 47 / 181 ح 27 وتصويب العبارة منه.
( 2) بحار الأنوار: 47 / 155 ح 218.
استدعاهم وكانوا مائة رجل، وقال للترجمان: قل لهم: إن لي عدوا يدخل علي الليلة فاقتلوه إذا دخل، فأخذوا أسلحتهم ووقفوا ممتثلين لأمره، فاستدعى جعفرا عليه السلام وأمره أن يدخل وحده، ثم قال للترجمان: قل لهم هذا عدوي فقطعوه، فلما دخل الإمام تعاووا عوي الكلاب، ورموا أسلحتهم، وكتفوا أيديهم إلى ظهورهم، وخروا له سجدا، ومرغوا وجوههم على التراب، فلما رأى المنصور ذاك خاف، وقال: ما جاء بك؟ قال: أنت، وما جئتك إلا مغتسلا محنطا، فقال المنصور: معاذ الله أن يكون ما تزعم، ارجع راشدا، فخرج جعفر عليه السلام والقوم على وجوههم سجدا، فقال للترجمان: قل لهم: لم لا قتلتم عدو الملك؟ فقالوا: نقتل ولينا الذي يلقانا كل يوم ويدبر أمرنا كما يدبر الرجل أمر ولده ولا نعرف وليا سواه، فخاف المنصور من قولهم فسرحهم تحت الليل، ثم قتله بعد ذلك بالسم (1).
ومن كراماته عليه السلام أن فقيرا سأله فقال لعبده: ما عندك؟ قال: أربعمائة درهم، فقال: أعطه إياها، فأعطاه، فأخذها وولى شاكرا، فقال لعبده: أرجعه، فقال: يا سيدي سألت فأعطيت، فماذا بعد العطاء، فقال له: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خير الصدقة ما أبقت عني، وإنا لم نغنك فخذ هذا الخاتم فقد أعطيت فيه عشرة آلاف درهم، فإذا احتجت فبعه بهذه القيمة (2).
ومن ذلك من كتاب الراوندي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: علمنا غابر ومزبور، ونكث في القلوب، ونقر في الأسماع، وعندنا الجفر الأبيض والجفر الأحمر، ومصحف فاطمة والجامعة، فأما الغابر فعلم ما كان، وأما المزبور فعلم ما يكون، وأما النكث في القلوب فهو الإلهام، وأما النقر في الأسماع فهو حديث الملائكة، وأما الجفر الأحمر ففيه سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله، وأما الجفر الأبيض فوعاء فيه التوراة والإنجيل والزبور والكتب الأولى، وأما مصحف فاطمة ففيه ما يكون من الحوادث، واسم من يملك إلى يوم القيامة، وأما الجامعة ففيها جميع ما يحتاج الناس إليه حتى أرش الخدش، وعندنا صحيفة فيها اسم من ولد ومن يولد، واسم أبيه وأمه من الذر إلى يوم القيامة، ممن هو من أعدائنا، ذلك فضل الله علينا وعلى الناس (3).
ومن ذلك: ما رواه أحمد البرقي عن أبيه عن سدير الصيرفي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في النوم وبين يديه طبق مغطى، فدنوت منه وسلمت عليه، فكشف الطبق وإذا فيه رطب، فقلت: يا رسول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1) بحار الأنوار: 47 / 181 ح 27.
( 2) بحار الأنوار: 47 / 60 ح 116.
( 3) الإرشاد للمفيد: 2 / 186 كلام الصادق حول ميراث الرسول، وأصول الكافي: 1 / 238.
الله ناولني رطبة، فأكلتها، ثم طلبت أخرى فناولني حتى أكلت ثمان رطبات، فطلبت أخرى فقال: حسبك.
قال: فلما استيقظت من الغد دخلت على الصادق عليه السلام وإذا بين يديه طبق مغطى كما رأيته في المنام، فكشف عنه، وإذا فيه رطب، فقال: جعلت فداك ناولني رطبة، فناولنيها فأكلتها، ثم سألته أخرى فأعطاني، فناولني ثمان رطبات فأكلتهن، ثم سألته أخرى، فقال: حسبك لو زادك جدي صلى الله عليه وآله لزدتك (1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1) بحار الأنوار: 47 / 63 ح 2.
من ذلك ما رواه محمد بن سنان أن رجلا قدم عليه من خراسان ومعه صرر من الصدقات معدودة مختومة، وعليها أسماء أصحابها مكتوبة، فلما دخل الرجل جعل أبو عبد الله يسمي أصحاب الصرر، ويقول: أخرج صرة فلان فإن فيها كذا وكذا، ثم قال: أين صرة المرأة التي بعثتها من غزل يدها أخرجها فقد قبلناها؟ ثم قال للرجل: أين الكيس الأزرق، وكان فيما حمل إليه كيس أزرق فيه ألف درهم، وكان الرجل قد فقده في بعض طريقه، فلما ذكره الإمام استحيى الرجل وقال: يا مولاي إني فقدته في بعض الطريق، فقال له الإمام عليه السلام: تعرفه إذا رأيته؟ فقال: نعم، فقال: يا غلام، أخرج الكيس الأزرق، فأخرجه، فلما رآه الرجل عرفه، فقال الإمام: إنا احتجنا إلى ما فيه فأحضرناه قبل وصولك إلينا، فقال الرجل: يا مولاي إني ألتمس الجواب بوصول ما حملته إلى حضرتك، فقال له: إن الجواب كتبناه وأنت في الطريق (1).
ومن ذلك ما رواه عبد الله بن الكاهلي قال: قال لي الصادق عليه السلام: إذا لقيت السبع فاقرأ في وجهه آية الكرسي، وقل: عزمت عليك بعزيمة الله وعزيمة رسوله، وعزيمة سليمان بن داود، وعزيمة علي أمير المؤمنين والأئمة من بعده، فإنه ينصرف عنك، قال: فخرجت مع ابن عم لي قادما من الكوفة فعرض لنا السبع فقرأت عليه ما علمني مولاي فطأطأ رأسه ورجع عن ا لطريق، فلما قدمت إلى سيدي من قبل أن أعلمه بالخبر، فقال: أتراني لم أشهدكم أن لي مع كل ولي أذن سامعة، وعين ناظرة، ولسان ناطق، ثم قال: يا عبد الله أنا والله صرفته عنكما وعلامة ذلك أنكما كنتما على شاطئ النهر (2).
أقول: في هذا الحديث أسرار غريبة، الأول إطاعة الوحوش لهم عيانا وسماعا، والثاني إخباره أنه لم يغب عنهم وأن يشهد سائر أوليائه لأن الإمام مع الخلق كلهم لم يغب عنهم، ولم يحتجبوا عنه طرفة عين، ولكن أبصارهم محجوبة عن النظر إليه، وإن الدنيا بين يدي الإمام كالدرهم بين يدي الرجل يقلبه كيف شاء، والثالث أنه أنكر عليه وقال: أتراني لم أشهدكم؟ حيث إنه حسب أن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1) بحار الأنوار: 47 / 155 ح 218.
( 2) بحار الأنوار: 47 / 95 ح 108.
الحجة لا يشهد لمحجوج عليه بعد أن يثبت أنهم عين الله الناظرة في عباده، ويده المبسوطة بالفضل في بلاده، ولسانه المترجم عنه، وأن قلوب الأولياء مكان مشيئة الله وخزائن أسراره وباب حكمته.
ومن ذلك ما رواه أبو بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن المعلى بن خنيس ينال درجتنا، وإن المدينة من قابل يليها داود بن عروة، ويستدعيه ويأمره أن يكتب له أسماء شيعتي فيأتي فيقتله ويصلبه، فينال بذلك درجتنا، فلما ولي داود المدينة من قابل أحضر المعلى وسأله عن الشيعة فقال: أعرفهم، فقال: اكتبهم لي وإلا ضربت عنقك، فقال: بالقتل تهددني والله لو كانوا تحت قدمي ما رفعتها عنهم، فأمر بضرب عنقه وصلبه، فلما دخل عليه الصادق عليه السلام قال: يا داود قتلت مولاي ووكيلي، وما كفاك القتل حتى صلبته، والله لأدعون الله عليك كما قتلته، فقال له داود: أتهددني بدعائك؟ ادع الله لك فإذا استجاب لك فادعه علي، فخرج أبو عبد الله عليه السلام مغضبا، فلما جن الليل اغتسل واستقبل القبلة، ثم قال: يا ذا يا ذي يا ذوا إرم داود سهما من سهام قهرك تبلبل به قلبه، ثم قال لغلامه: اخرج واسمع الصائح.
فجاء الخبر أن داود قد هلك، فخر الإمام ساجدا وقال: إنه لقد دعوت الله عليه بثلاث كلمات لو قسمت على أهل الأرض لزلزلت بمن عليها (1).
ومن كراماته عليه السلام: أن المنصور يوما دعاه، فركب معه إلى بعض النواحي، فجلس المنصور على تلال هناك وإلى جانبه أبو عبد الله، فجاء رجل وهم أن يسأل المنصور ثم أعرض عنه، وسأل الصادق عليه السلام فجش له من أهل وعل هناك ملء يديه ثلاث مرات، فقال: إذهب وأغل، فقال له بعض حاشية المنصور: خرجت عن الملك وسألت فقيرا لا يملك شيئا، فقال الرجل وقد عرق وجهه خجلا مما أعطاه: إني سألت من أنا واثق بعطائه، ثم جاء بالتراب إلى بيته، فقالت له زوجته: من أعطاك هذا؟ فقال: جعفر، فقالت: وما قال؟ قال لي: أغل، فقالت: إنه صادق، فاذهب بقليل منه إلى أهل المعرفة فإني أشم منه رايحة الغنا، فأخذ الرجل منه جزءا ومر به إلى بعض اليهود فأعطاه فيما حمل منه إليه عشرة آلاف درهم، وقال له: أتيني بباقيه على هذه القيمة (2).
ومن ذلك: أن المنصور لما أراد قتل أبي عبد الله عليه السلام استدعى قوما من الأعاجم يقال لهم البعرعر لا يفهمون ولا يعقلون، فخلع عليهم الديباج المثقل، والوشي المنسوخ، وحملت إليهم الأموال، ثم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1) بحار الأنوار: 47 / 181 ح 27 وتصويب العبارة منه.
( 2) بحار الأنوار: 47 / 155 ح 218.
استدعاهم وكانوا مائة رجل، وقال للترجمان: قل لهم: إن لي عدوا يدخل علي الليلة فاقتلوه إذا دخل، فأخذوا أسلحتهم ووقفوا ممتثلين لأمره، فاستدعى جعفرا عليه السلام وأمره أن يدخل وحده، ثم قال للترجمان: قل لهم هذا عدوي فقطعوه، فلما دخل الإمام تعاووا عوي الكلاب، ورموا أسلحتهم، وكتفوا أيديهم إلى ظهورهم، وخروا له سجدا، ومرغوا وجوههم على التراب، فلما رأى المنصور ذاك خاف، وقال: ما جاء بك؟ قال: أنت، وما جئتك إلا مغتسلا محنطا، فقال المنصور: معاذ الله أن يكون ما تزعم، ارجع راشدا، فخرج جعفر عليه السلام والقوم على وجوههم سجدا، فقال للترجمان: قل لهم: لم لا قتلتم عدو الملك؟ فقالوا: نقتل ولينا الذي يلقانا كل يوم ويدبر أمرنا كما يدبر الرجل أمر ولده ولا نعرف وليا سواه، فخاف المنصور من قولهم فسرحهم تحت الليل، ثم قتله بعد ذلك بالسم (1).
ومن كراماته عليه السلام أن فقيرا سأله فقال لعبده: ما عندك؟ قال: أربعمائة درهم، فقال: أعطه إياها، فأعطاه، فأخذها وولى شاكرا، فقال لعبده: أرجعه، فقال: يا سيدي سألت فأعطيت، فماذا بعد العطاء، فقال له: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خير الصدقة ما أبقت عني، وإنا لم نغنك فخذ هذا الخاتم فقد أعطيت فيه عشرة آلاف درهم، فإذا احتجت فبعه بهذه القيمة (2).
ومن ذلك من كتاب الراوندي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: علمنا غابر ومزبور، ونكث في القلوب، ونقر في الأسماع، وعندنا الجفر الأبيض والجفر الأحمر، ومصحف فاطمة والجامعة، فأما الغابر فعلم ما كان، وأما المزبور فعلم ما يكون، وأما النكث في القلوب فهو الإلهام، وأما النقر في الأسماع فهو حديث الملائكة، وأما الجفر الأحمر ففيه سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله، وأما الجفر الأبيض فوعاء فيه التوراة والإنجيل والزبور والكتب الأولى، وأما مصحف فاطمة ففيه ما يكون من الحوادث، واسم من يملك إلى يوم القيامة، وأما الجامعة ففيها جميع ما يحتاج الناس إليه حتى أرش الخدش، وعندنا صحيفة فيها اسم من ولد ومن يولد، واسم أبيه وأمه من الذر إلى يوم القيامة، ممن هو من أعدائنا، ذلك فضل الله علينا وعلى الناس (3).
ومن ذلك: ما رواه أحمد البرقي عن أبيه عن سدير الصيرفي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في النوم وبين يديه طبق مغطى، فدنوت منه وسلمت عليه، فكشف الطبق وإذا فيه رطب، فقلت: يا رسول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1) بحار الأنوار: 47 / 181 ح 27.
( 2) بحار الأنوار: 47 / 60 ح 116.
( 3) الإرشاد للمفيد: 2 / 186 كلام الصادق حول ميراث الرسول، وأصول الكافي: 1 / 238.
الله ناولني رطبة، فأكلتها، ثم طلبت أخرى فناولني حتى أكلت ثمان رطبات، فطلبت أخرى فقال: حسبك.
قال: فلما استيقظت من الغد دخلت على الصادق عليه السلام وإذا بين يديه طبق مغطى كما رأيته في المنام، فكشف عنه، وإذا فيه رطب، فقال: جعلت فداك ناولني رطبة، فناولنيها فأكلتها، ثم سألته أخرى فأعطاني، فناولني ثمان رطبات فأكلتهن، ثم سألته أخرى، فقال: حسبك لو زادك جدي صلى الله عليه وآله لزدتك (1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1) بحار الأنوار: 47 / 63 ح 2.