نسـاء من آل البيت ... في مصر
كتبت - تهاني القيعي
هناك العديد من نساء آل البيت اللاتي اخترن مصر موطنا لهن.. فأصبحت مصر بهن ومعهن علامة كبيرة في تاريخ الاسلام والمسلمين ـ ويقال إن الله تعالي أعلي قدرهن في مصر بوجود السيدة نفيسة بين أهلها... ففي القاهرة العتيقة وتحديدا في منطقة درب السباع بين القطائع والعسكر يوجد المشهد النفيسي وهو مكان ترتاح إليه قلوب المصريين يجدون فيه ملاذا من كل آلامهم صغيرة كانت أم كبيرة. فأهل المحروسة لا ينسون السيدة نفيسة التي لم يحبوا أحدا مثلها والتي لا تغيب عن بالهم صباحا ومساء.
فهي العابدة الواصلة الواثقة بالله وبفضله وهي من يحكي عنها الكثير من الكرامات والحكايات.. واكثر ما قيل عنها أنها نفيسة العلم التي كانت تحب أن تقرأ وأن تعرف. والمصريون لا يجدون راحة القلب الا علي اعتابها. هذا ما ذكرته.. د.هالة أحمد زكي عن السيدة نفيسة رضي الله عنها وأرضاها في كتابها في رحاب آل البيت الذي يحكي قصة آل البيت في مصر وضم سيرة مجموعة من الاشراف من نسل الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم اختاروا بر مصر لهم موطنا بعيدا عن عسف الحكام في وقت ما.
وأصبحوا جزءا من تاريخ مهم حدث في مصر. فالحكاية ليست هجرة إلي مصر بعد واقعة كربلاء الشهيرة. بل استقرارهم في وجدان المصريين ليكونوا شموسا تدور في السماء المصرية.
واذا كانت السيدة نفيسة عاشت في الذاكرة المصرية بهذا المدي الواثق من الحب ففي مكان غير بعيد عن مسجدها يوجد جامع وضريح باسم السيدة سكينة التي تمثل في الذاكرة المصرية أيضا مكانة خاصة حيث انها كانت أول من جاء إلي مصر من صلب سيدنا الحسين رضي الله عنه. والسيدة سكينة عاشقة للحياة أحبت الحكمة وكلام العرب واليوم الذي تعيشه. فقد كانت ورعة زاهدة عما في أيدي غيرها, تعشق الجمال والتألق في الحديث والمجلس.
وهي التي كان بكاؤها حارا تهتز له القلوب قبل واقعة كربلاء وكانت كلمة والدها الحسين لها أشد وخزا في القلب وهو يودعها قائلا. سيطول بعدي يا سكينة فهلا أدخرت البكاء لغد وما غد ببعيد؟.
أما اختها السيدة فاطمة التي تزوجت وانجبت وعمرت حتي ماتت وقد قاربت التسعين عاما فيوجد مسجد باسمها في منطقة الدرب الأحمر. وهناك مشهد آخر متميز لآل البيت وهو مشهد السيدة رقية المقابل لمسجد السيدة سكينة الذي يعتقد البعض انها ابنة الامام علي كرم الله وجهه, كما يوجد مشهد السيدة عاتكة التي تزوجها عبدالله بن أبي بكر الصديق ومات فتزوجها عمر بن الخطاب وقتل, فتزوجها الزبير بن العوام ومات أيضا
ثم أخيرا محمد بن أبي بكر الذي قتل بمصر حتي صار كل الازواج شهداء فأصبحت الشهادة طريق كل من يتزوج بعاتكة. وفي الطريق إلي جبل المقطم في منطقة القلعة يوجد مسجد السيدة عائشة التي كانت من الموحدين المخلصين الذين تهتز قلوبهم لكل حرف جاء في كتابه تبارك وتعالي. والمعروف انها قبضت في سنوات الشباب الأولي فلم تكن قد أتمت العشرين حين لقيت وجه ربها الكريم ودفنت بالدار التي كانت تقيم بها.
وتبقي أخيرا السيدة زينب حبيبة المصريين وأمهم أو السيدة الطاهرة التي كرمت مصر بوجودها علي أرضها فهي صاحبة الارادة والروح التي لا تنكسر وحب الله الذي لم يخذلها أبدا. أول من جاءت من آل البيت إلي مصر بعد موت الامام الحسين رضي الله عنه.
المصدر: جريدة الأهرام المصرية، العدد (43761)، الجمعة 29 سبتمبر 2006م.
كتبت - تهاني القيعي
هناك العديد من نساء آل البيت اللاتي اخترن مصر موطنا لهن.. فأصبحت مصر بهن ومعهن علامة كبيرة في تاريخ الاسلام والمسلمين ـ ويقال إن الله تعالي أعلي قدرهن في مصر بوجود السيدة نفيسة بين أهلها... ففي القاهرة العتيقة وتحديدا في منطقة درب السباع بين القطائع والعسكر يوجد المشهد النفيسي وهو مكان ترتاح إليه قلوب المصريين يجدون فيه ملاذا من كل آلامهم صغيرة كانت أم كبيرة. فأهل المحروسة لا ينسون السيدة نفيسة التي لم يحبوا أحدا مثلها والتي لا تغيب عن بالهم صباحا ومساء.
فهي العابدة الواصلة الواثقة بالله وبفضله وهي من يحكي عنها الكثير من الكرامات والحكايات.. واكثر ما قيل عنها أنها نفيسة العلم التي كانت تحب أن تقرأ وأن تعرف. والمصريون لا يجدون راحة القلب الا علي اعتابها. هذا ما ذكرته.. د.هالة أحمد زكي عن السيدة نفيسة رضي الله عنها وأرضاها في كتابها في رحاب آل البيت الذي يحكي قصة آل البيت في مصر وضم سيرة مجموعة من الاشراف من نسل الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم اختاروا بر مصر لهم موطنا بعيدا عن عسف الحكام في وقت ما.
وأصبحوا جزءا من تاريخ مهم حدث في مصر. فالحكاية ليست هجرة إلي مصر بعد واقعة كربلاء الشهيرة. بل استقرارهم في وجدان المصريين ليكونوا شموسا تدور في السماء المصرية.
واذا كانت السيدة نفيسة عاشت في الذاكرة المصرية بهذا المدي الواثق من الحب ففي مكان غير بعيد عن مسجدها يوجد جامع وضريح باسم السيدة سكينة التي تمثل في الذاكرة المصرية أيضا مكانة خاصة حيث انها كانت أول من جاء إلي مصر من صلب سيدنا الحسين رضي الله عنه. والسيدة سكينة عاشقة للحياة أحبت الحكمة وكلام العرب واليوم الذي تعيشه. فقد كانت ورعة زاهدة عما في أيدي غيرها, تعشق الجمال والتألق في الحديث والمجلس.
وهي التي كان بكاؤها حارا تهتز له القلوب قبل واقعة كربلاء وكانت كلمة والدها الحسين لها أشد وخزا في القلب وهو يودعها قائلا. سيطول بعدي يا سكينة فهلا أدخرت البكاء لغد وما غد ببعيد؟.
أما اختها السيدة فاطمة التي تزوجت وانجبت وعمرت حتي ماتت وقد قاربت التسعين عاما فيوجد مسجد باسمها في منطقة الدرب الأحمر. وهناك مشهد آخر متميز لآل البيت وهو مشهد السيدة رقية المقابل لمسجد السيدة سكينة الذي يعتقد البعض انها ابنة الامام علي كرم الله وجهه, كما يوجد مشهد السيدة عاتكة التي تزوجها عبدالله بن أبي بكر الصديق ومات فتزوجها عمر بن الخطاب وقتل, فتزوجها الزبير بن العوام ومات أيضا
ثم أخيرا محمد بن أبي بكر الذي قتل بمصر حتي صار كل الازواج شهداء فأصبحت الشهادة طريق كل من يتزوج بعاتكة. وفي الطريق إلي جبل المقطم في منطقة القلعة يوجد مسجد السيدة عائشة التي كانت من الموحدين المخلصين الذين تهتز قلوبهم لكل حرف جاء في كتابه تبارك وتعالي. والمعروف انها قبضت في سنوات الشباب الأولي فلم تكن قد أتمت العشرين حين لقيت وجه ربها الكريم ودفنت بالدار التي كانت تقيم بها.
وتبقي أخيرا السيدة زينب حبيبة المصريين وأمهم أو السيدة الطاهرة التي كرمت مصر بوجودها علي أرضها فهي صاحبة الارادة والروح التي لا تنكسر وحب الله الذي لم يخذلها أبدا. أول من جاءت من آل البيت إلي مصر بعد موت الامام الحسين رضي الله عنه.
المصدر: جريدة الأهرام المصرية، العدد (43761)، الجمعة 29 سبتمبر 2006م.