معجزة الامام علي مع عين الماء التي شرب منها300 نبي و 300 وصي
معجزة الماء في صفّين
قصّة خروج الماء في هذه الرواية أقلّ ما يذكر عن المعاجز الإلهية التي أعطاها تعالى لوصي المصطفى علي (عليه السلام) فكراماتهم كثيرة عرفها القريب والبعيد وهي امتداد لكرامات رسول الله (صلى الله عليه وآله) وباقي الأنبياء والأوصياء .
في حين استمرّ الملحدون والمنافقون في نكران هذه الكرامات الإلهية التي وعدها الباري عزّوجلّ عباده المخلصين .
وعن قتيبة بن الجهم قال لمّا دخل ([1068])علي (عليه السلام)إلى بلاد صفّين نزل بقرية يقال لها صندودا ([1069]) فعبر عنها وعرج بنا في موضع أرض بلقع فقال له مالك بن الحارث الأشتر نزلت على غير ماء قال إنّ الله تعالى يسقينا في هذا الموضع ماءً أصفى من الياقوت وأبرد من الثلج فتعجّبنا ـ ولا عجب من قول أمير المؤمنين (عليه السلام)ـ فوقف على أرض فقال يامالك احتفر أنت وأصحابك فاحتفرنا فإذا نحن بصخرة سوداء عظيمة فيها حلقة تبرق كاللجين فلم نستطع أن نزيلها فقال علي (عليه السلام) اللهمّ إنّي أسألك أن تمدّني بحسن المعونة وتكلّم بكلام حسبناه سريانياً ثمّ أخذها فرمى بها فظهر لنا ماء عذب فشربنا منه وسقينا دوابنا ثمّ ردّ الصخرة وأمرنا أن نحثو عليها التراب فلمّا سرنا غير بعيد قال (عليه السلام) من يعرف منكم موضع العين قلنا كلّنا نعرف فرجعنا فخفي علينا أشدّ خفاء فإذا نحن بصومعة راهب فدنونا منها ومنه فقلنا هل عندك ماء فسقانا ماءً مرّاً جشباً فقلنا له لو شربت من الماء الذي سقانا منه صاحبنا من عين ههنا قال صاحبكم نبي قلنا وصي نبي فانطلق معنا إلى علي (عليه السلام)فلمّا بصر به أمير المؤمنين (عليه السلام) قال (عليه السلام)أنت شمعون قال نعم هذا اسم سمّتني به أُمّي ما اطّلع عليه أحد إلاّ الله ثمّ قال الراهب ما اسم هذه العين قال الامام: (عليه السلام)عين (راحوما) من الجنّة شرب منها ثلاثمائة نبي وثلاثمائة وصي وأنا خير الوصيين شربت منها قال الراهب هكذا وجدت في جميع الكتب أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله (صلى الله عليه وآله)وإنّك وصي محمّد ([1070]).
وكان أمير المؤمنين (عليه السلام)جالساً بالكوفة بعد منصرفه من صفّين إذ أقبل شيخ فجثا بين يديه ([1071])، ثمّ قال له : ياأمير المؤمنين أخبرنا عن مسيرنا إلى أهل الشام أبقضاء من الله وقدره ؟
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام)أجل ياشيخ ما علوتم تلعة ولا هبطتم بطن واد إلاّ بقضاء من الله وقدر ، فقال له الشيخ : عند الله أحتسب عنائي ([1072])ياأمير المؤمنين ؟ فقال له : مه ياشيخ ! فوالله لقد عظّم الله الأجر في مسيركم وأنتم سائرون وفي مقامكم وأنتم مقيمون وفي منصرفكم وأنتم منصرفون ولم تكونوا في شيء من حالاتكم مكرهين ولا إليه مضطرين . فقال له الشيخ : وكيف لم نكن في شيء من حالاتنا مكرهين ولا إليه مضطرين . وكان بالقضاء والقدر مسيرنا ومنقلبنا ومنصرفنا ؟ فقال له :أوتظن أنّه كان قضاءً حتماً وقدراً لازماً ؟ إنّه لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب والأمر والنهي والزجر من الله وسقط معنى الوعد والوعيد فلم تكن لائمة للمذنب ولا محمدة للمحسن ولكان المذنب أولى بالإحسان من المحسن ولكان المحسن أولى بالعقوبة من المذنب ، تلك مقالة إخوان عبدة الأوثان وخصماء الرحمن وحزب الشيطان وقدرية هذه الأُمّة ومجوسها . إنّ الله تبارك وتعالى كلّف تخييراً ونهى تحذيراً وأعطى على القليل كثيراً ولم يعص مغلوباً ولم يطع مكرهاً ولم يملك مفوّضاً ولم يخلق السماوات والأرض وما بينهما باطلا ، ولم يبعث النبيين مبشّرين ومنذرين عبثاً ، ذلك ظنّ الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار ([1073]) فأنشأ الشيخ يقول :
أنت الإمام الذي نرجو بطاعته *** يوم النجاة من الرحمن غفرانا
المصدر
سيرة الإمام علي (عليه السلام)
تأليف : الشيخ نجاح الطائي
الجزء الخامس
معجزة الماء في صفّين
قصّة خروج الماء في هذه الرواية أقلّ ما يذكر عن المعاجز الإلهية التي أعطاها تعالى لوصي المصطفى علي (عليه السلام) فكراماتهم كثيرة عرفها القريب والبعيد وهي امتداد لكرامات رسول الله (صلى الله عليه وآله) وباقي الأنبياء والأوصياء .
في حين استمرّ الملحدون والمنافقون في نكران هذه الكرامات الإلهية التي وعدها الباري عزّوجلّ عباده المخلصين .
وعن قتيبة بن الجهم قال لمّا دخل ([1068])علي (عليه السلام)إلى بلاد صفّين نزل بقرية يقال لها صندودا ([1069]) فعبر عنها وعرج بنا في موضع أرض بلقع فقال له مالك بن الحارث الأشتر نزلت على غير ماء قال إنّ الله تعالى يسقينا في هذا الموضع ماءً أصفى من الياقوت وأبرد من الثلج فتعجّبنا ـ ولا عجب من قول أمير المؤمنين (عليه السلام)ـ فوقف على أرض فقال يامالك احتفر أنت وأصحابك فاحتفرنا فإذا نحن بصخرة سوداء عظيمة فيها حلقة تبرق كاللجين فلم نستطع أن نزيلها فقال علي (عليه السلام) اللهمّ إنّي أسألك أن تمدّني بحسن المعونة وتكلّم بكلام حسبناه سريانياً ثمّ أخذها فرمى بها فظهر لنا ماء عذب فشربنا منه وسقينا دوابنا ثمّ ردّ الصخرة وأمرنا أن نحثو عليها التراب فلمّا سرنا غير بعيد قال (عليه السلام) من يعرف منكم موضع العين قلنا كلّنا نعرف فرجعنا فخفي علينا أشدّ خفاء فإذا نحن بصومعة راهب فدنونا منها ومنه فقلنا هل عندك ماء فسقانا ماءً مرّاً جشباً فقلنا له لو شربت من الماء الذي سقانا منه صاحبنا من عين ههنا قال صاحبكم نبي قلنا وصي نبي فانطلق معنا إلى علي (عليه السلام)فلمّا بصر به أمير المؤمنين (عليه السلام) قال (عليه السلام)أنت شمعون قال نعم هذا اسم سمّتني به أُمّي ما اطّلع عليه أحد إلاّ الله ثمّ قال الراهب ما اسم هذه العين قال الامام: (عليه السلام)عين (راحوما) من الجنّة شرب منها ثلاثمائة نبي وثلاثمائة وصي وأنا خير الوصيين شربت منها قال الراهب هكذا وجدت في جميع الكتب أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله (صلى الله عليه وآله)وإنّك وصي محمّد ([1070]).
وكان أمير المؤمنين (عليه السلام)جالساً بالكوفة بعد منصرفه من صفّين إذ أقبل شيخ فجثا بين يديه ([1071])، ثمّ قال له : ياأمير المؤمنين أخبرنا عن مسيرنا إلى أهل الشام أبقضاء من الله وقدره ؟
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام)أجل ياشيخ ما علوتم تلعة ولا هبطتم بطن واد إلاّ بقضاء من الله وقدر ، فقال له الشيخ : عند الله أحتسب عنائي ([1072])ياأمير المؤمنين ؟ فقال له : مه ياشيخ ! فوالله لقد عظّم الله الأجر في مسيركم وأنتم سائرون وفي مقامكم وأنتم مقيمون وفي منصرفكم وأنتم منصرفون ولم تكونوا في شيء من حالاتكم مكرهين ولا إليه مضطرين . فقال له الشيخ : وكيف لم نكن في شيء من حالاتنا مكرهين ولا إليه مضطرين . وكان بالقضاء والقدر مسيرنا ومنقلبنا ومنصرفنا ؟ فقال له :أوتظن أنّه كان قضاءً حتماً وقدراً لازماً ؟ إنّه لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب والأمر والنهي والزجر من الله وسقط معنى الوعد والوعيد فلم تكن لائمة للمذنب ولا محمدة للمحسن ولكان المذنب أولى بالإحسان من المحسن ولكان المحسن أولى بالعقوبة من المذنب ، تلك مقالة إخوان عبدة الأوثان وخصماء الرحمن وحزب الشيطان وقدرية هذه الأُمّة ومجوسها . إنّ الله تبارك وتعالى كلّف تخييراً ونهى تحذيراً وأعطى على القليل كثيراً ولم يعص مغلوباً ولم يطع مكرهاً ولم يملك مفوّضاً ولم يخلق السماوات والأرض وما بينهما باطلا ، ولم يبعث النبيين مبشّرين ومنذرين عبثاً ، ذلك ظنّ الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار ([1073]) فأنشأ الشيخ يقول :
أنت الإمام الذي نرجو بطاعته *** يوم النجاة من الرحمن غفرانا
المصدر
سيرة الإمام علي (عليه السلام)
تأليف : الشيخ نجاح الطائي
الجزء الخامس