أخوتي و أخواتي . .
كلٌ منا قد قرأ في مفاتيح الجنان عن عمل و دعاء أم داوود الخاص بيوم النصف من رجب . . و المجرب لقضاء الحاجات و كشف الكربات و دفع الظلم . . و لكن ألم تسألوا أنفسكم . . ما قصة هذا العمل و الدعاء . . ؟ و من هي أم داوود هذه . . ؟ في محاولة مني للبحث عرفت القصة . . و قد سجلتها في أحد دفاتري القديمة . . للأسف - و كما هي عادي لم أسجل اسم المصدر - . . المهم اسمعوا القصة . .
داوود بن الحسن . . حفيد الحسن المجتبى . . أخاً للإمام الصادق "ع" من الرضاعة . . سُجن و نُقل بأمر الخليفة أبي جعفر المنصور مع جمع من السادات الحسنية من المدينة إلى بغداد . .
أمه عجوز صالحة مسماة بـــ "فاطمة" . . تبكي لفراق ولدها ليلها و نهارها . . لم يصلها من الأخبار إلا ما يوحشها و يزيد ألمها و بكاءها . . حتى أحدودب ظهرها و يئست من لقاء قرة عينها و ثمرة فؤادها . . و أشرفت على الهلاك . .
فأتت يوماً إلى الإمام الصادق "ع" . . و شكت إليه ما بها . . و توسلت به للدعاء في خلاص ولدها قائلة : "إنه أخوك من الرضاع" . . فأمرها "ع" بهذا العمل و هذا الدعاء . . و سماه "دعاء الاستفتاح" . . و "دعاء الإجابة و النجاح" . . و ذكر أنه دعاءٌ تفتح له أبواب السماء . . و تستقبله الملائكة و تبشر قارئه بالإجابة . . و ليس له ثواب إلا الجنة . .
و نهاها عن تعليم ذلك لأي أحد . . خوفاً من أن يعمله بعض الجهلة أو يدعو به بعض الفسقة لأمر باطل غير مشروع . . فإنه دعاء شريف جداً . . و مشتمل على اسم الله الأعظم . . و تُقضى به الحاجة حتماً . . و لو كانت أبواب السموات و الأرضين مسدودة دون قضائها . . و كانت البحار حائلة بينها و بين صاحبها . . و من قرأه كفاه الله شر الجن و الأنس . . و لو كانوا بأجمعهم أعداء له . .
فعملت به أم داوود . . فنجى الله تعالى ولدها من الحبس و أرجعه إليها في أسرع وقت . . بسبب ما رآه المنصور في المنام في ليلته من أن رسول الله "ص" أمره بإطلاقه . . و أنه إن لم يطلقه ألقاه في ما رآه المنصور تحت قدميه من بحار النار . . ففزع و انتبه من نومه . . و أمر بإطلاقه سريعاً في جوف الليل . . و أكرمه و أعطاه عشرة آلاف درهم . . و أركبه جملاً سريع السير . . و وجهه إلى المدينة . .
ثم إن أم داوود سألت الإمام "ع" : هل يمكن سيدي أن يقرأ هذا الدعاء في غير شهر رجب ؟ و هل يؤثر هذا العمل لو عُمل في غيره من الشهور ؟ فأجاب الإمام "ع" : "نعم لو قُرئ يوم عرفة أثر مثله ، و إذا اتفق حدوثه يوم الجمعة ، غفر الله تعالى لقارئه قبل الإكمال ، و لو أداه في الأيام البيض من غير رحب ، قُضيت حاجته أيضاً".
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
ابراهيم بن عبيد الله بن العلاء قال : حدثتني فاطمة بنت عبد الله بن ابراهيم بن الحسين قالت لما قتل أبو الدوانيق عبد الله بن الحسن بن الحسين بعد قتل ابنيه محمد وابراهيم حمل ابني داود بن الحسين من المدينة مكبلا بالحديد مع بني عمه الحسنين إلى العراق فغاب عني حينا وكان هناك مسجونا فانقطع خبره وأعمي أثره وكنت أدعو الله وأتضرع إليه وأسأله خلاصه واستعين باخواني من الزهاد والعباد وأهل الجد والاجتهاد وأسألهم أن يدعوا الله لي أن يجمع بيني وبين ولدي قبل موتي فكانوا يفعلون ولا يقصرون في ذلك وكان يصل إلى انه قد قتل ويقول قوم :
لا ، قد بني عليه اسطوانة مع بني عمه فتعظم مصيبتي واشتد حزني ولا أرى لدعائي اجابة ولا لمسألتي نجحا فضاق بذلك ذرعي وكبر سني ورق عظمي وصرت إلى حد الياس من ولدي لضعفي وانقضاء عمري قالت : ثم إني دخلت على بي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) وكان عليلا فلما سألته عن حاله ودعوت له وهممت الانصراف قال لي : يا أم داود ـ ما الذي بلغك عن داود ؟ ـ وكنت قد ارضعت جعفر بن محمد بلبنه ـ فلما ذكره لي بكيت وقلت : جعلت فداك أين داود ؟ داود محتبس في العراق وقد انقطع عني خبره ويئست من الاجتماع معه وأني لشديدة الشوق إليه والتلهف عليه وأنا أسألك الدعاء له فانه اخوك من الرضاعة قالت : فقال لي أبو عبد الله : يا أم داود فاين انت عن دعاء الاستفتاح والاجابة والنجاح ؟ وهو الدعاء الذي يفتح الله عز وجل له أبواب السماء وتتلقى الملائكة وتبشر بالاجابة وهو الدعاء المستجاب الذي لا يحجب عن الله عز وجل ولا لصاحبه عند الله تبارك وتعالى ثواب دون الجنة قالت : قلت : وكيف لي يا بن الاطهار الصادقين ؟ قال يا أم داود : فقد دنى هذا الشهر الحرام ـ يريد (عليه السلام) شهر رجب ـ وهو شهر مبارك عظيم الحرمة مسموع الدعاء فيه فصومي منه ثلاثة أيام الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر وهي الأيام البيض ثم اغتسلي في يوم النصف منه عند زوال الشمس وصلي الزوال ثمان ركعات ترسلين فيهن وتحسنين ركوعهن وسجودهن وقنوتهن تقرا في الركعة
الأولى بفاتحة الكتاب وقل يا أيها الكافرون وفي الثانية قل هو الله أحد وفي الست البواقي من السور القصار ما أحببت ثم تصلين الظهر ثم تركعين بعد الظهر ثمان ركعات تحسنين ركوعهن وسجودهن وعنوتهن ولتكن صلاتك في أطهر أثوابك في بيت نظيف على حصير نظيف واستعملي الطيب فانه تحبه الملائكة واجتهدي ان لا يدخل عليك أحد يكلمك أو يشغلك الدعاء هو التالي
دعاء أم داوود
إحدى الروايات : تحسني قنوتهن وركوعهن وسجودهن . ثم صلي الظهر وتركعين بعد الظهر ، وتقولين بعد الركعتين : يا قاضى حوائج السائلين مائة مرة ، ثم تصلين بعد ذلك ثماني ركعات - وفي رواية اخرى : تقرئين في
كل ركعة ، يعني من نوافل العصر بعد الفاتحة ثلاث مرات ( قل هو الله احد ) وسورة الكوثر مرة ، ثم صلى العصر . ولتكن صلاتك في ثوب نظيف واجتهدي أن لا يدخل عليك أحد يكلمك ، وفي رواية : وإذا فرغت . من العصر فالبسي اطهر
ثيابك ، واجلسي في بيت نظيف على حصير نظيف ، واجتهدي أن لا يدخل عليك أحد يشغلك . ثم استقبلي القبلة واقرئي
الحمد مائة مرة و ( قل هو الله احد ) مائة مرة وآية الكرسي عشر مرات ، ثم اقرئي سورة الانعام وبني إسرائيل وسرة
الكهف ولقمان ويس والصافات ، وحم السجد وحم عسق وحم الدخان ، والفتح والواقعة وسورة الملك ون والقلم ، وإذا
السماء انشقت وما بعدها إلى آخر القرآن ، وإن لم تحسني ذلك ولم تحسنى قرائته من المصحف كررت ( قل هو الله احد )
ألف مرة . قال شيخنا المفيد : إذا لم تحسن قراءة السور المخصوصة في يوم النصف من رجب أو لم تطق قراءة ذلك فلتقرء الحمد مائة مرة وآية الكرسي عشر مرات ثم تقرء الاخلاص ألف مرة .
واقول : ورأيت في بعض الروايات ، ويحتمل أن يكون ذلك لأهل الضرورات أو من يكون على حال سفر أو في شئ من المهمات ، فيجزيه قراءة ( قل هو الله أحد ) مائة مرة .
ثم قال الصادق عليه السلام في إحدى الروايات : فإذا فرغت من ذلك وأنت مستقبل القبلة فقولي : بسم الله الرحمن الرحيم ،
صدق الله [ العلي ] العظيم ، الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ذو الجلال والاكرام ، الرحمان الرحيم ، الحليم الكريم ، الذي
ليس كمثله شئ وهو السميع العليم ، البصير الخبير ، شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة واولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا
هو العزيز الحكيم ، ان الدين عند الله الاسلام وبلغت رسله الكرام ، وأنا على ذلك من الشاهدين . اللهم لك الحمد ولك المجد
، ولك العز ، ولك القهر ، ولك النعمة ، ولك العظمة ، ولك الرحمة ، ولك المهابة ، ولك السلطان ، ولك البهاء ، ولك
الامتنان ، ولك التسبيح ، ولك التقديس ، ولك التهليل ، ولك التكبير ، ولك ما يرى ، ولك مالا يرى ، ولك ما فوق السماوات
العلى ، ولك ما تحت الثرى ، ولك الأرضون السفلى ، ولك الاخرة والاولى ، ولك ما ترضى به من الثناء والحمد والشكر
والنعماء . اللهم صل على جبرئيل أمينك على وحيك والقوي على أمرك ، والمطاع في سماواتك ، ومحال كراماتك ، الناصر
لأوليائك المدمر لأعدائك ، اللهم صل على ميكائيل ملك الرحمتك والمخلوق لرأفتك والمستغفر المعين لأهل طاعتك . اللهم
صل على إسرافيل حامل عرشك ، وصاحب الصور ، المنتظر لأمرك والوجل المشفق من خيفتك ، اللهم صل على عزرائيل
ملك الرحمة ، الموكل على عبيدك وإمامك ، المطيع في أرضك وسمائك ، قابض أرواح جميع خلقك بأمرك . اللهم صل
على حملة العرش لطاهرين ، وعلى السفرة الكرام البررة الطيبين ، وعلى ملائكتك الكرام الكاتبين ، وعلى ملائكة الجنان
وخزنة النيران ، وملك الموت والأعوان يا ذا الجلال والاكرام . اللهم صل على أبينا آدم بديع فطرتك الذي كرمتك بسجود
ملائكتك وأبحته جنتك ، اللهم صل على امنا حواء المطهرة من الرجس المصفاة من الدنس ، المفضلة من الانس ، المترددة
بين محال القدس . اللهم صل على هابيل وشيث وإدريس ، ونوح وهود وصالح ، وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ، ويعقوب
ويوسف والأسباط ، ولوط وشعيب ، وأيوب وموسى وهارون ، ويوشع وميشا والخضر وذي القرنين ، ويونس وإلياس ،
واليسع وذي الكفل ، وطالوت وداود وسليمان ، وزكريا وشعيا ويحيى ، وتورخ ومتى وإرميا وحيقوق ، ودانيال وعزير
وعيسى وشمعون وجرجيس ، والحواريين والأتباع وخالد وحنظلة و ( لقمان ) . اللهم صل على محمد وآل محمد ، وارحم
محمدا وال محمد ، وبارك على محمد وآل محمد ، كما صليت ورحمت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد .
اللهم صل على الأوصياء والسعداء والشهداء وأئمة الهدى ، اللهم صل على الأبدال والأوتاد والسياح والعباد والمخلصين
والزهاد ، وأهل الجد والاجتهاد ، واخصص محمدا وأهل بيته بأفضل صلواتك ، وأجزل كراماتك ، وبلغ روحه وجسده مني
تحية وسلاما ، وزده فضلا وشرفا وإكراما ، حتى تبلغه أعلى درجات أهل الشرف من النبيين والمرسلين والأفاضل المقربين
. اللهم وصل على من سميت ومن لم اسم ، من ملائكتك وأنبيائك ورسلك وأهل طاعتك ، وأوصل صلواتي إليهم وإلى
أرواحهم ، واجعلهم إخواني فيك وأعواني على دعائك ، اللهم إني استشفع بك إليك ، وبكرمك إلى كرمك ، وبجودك إلى
جودك ، وبرحمتك إلى رحمتك ، وبأهل طاعتك إليك . وأسألك اللهم بكل ما سألك به أحد منهم ، من مسألة شريفة مسموعة
غير مردودة ، وبما دعوك به من دعوة مجابة غير مخيبة . يا الله يا رحمان يا رحيم ، يا حليم يا كريم يا عظيم ، يا جليل يا
منيل ، يا جميل يا كفيل يا وكيل يا مقيل ، يا مجير يا خبير ، يا منير يا مبير ، يا منيع يا مديل يا محيل ، يا كبير يا قدير ، يا
بصير يا شكور ، يا بر يا طهر ، يا طاهر يا قاهر ، يا ظاهر يا باطن . يا ساتر يا محيط ، يا مقتدر يا حفيظ ، يا مجير يا
قريب ، يا ودود يا حميد يا مجيد ، يا مبدى يا معيد يا شهيد ، يا محسن يا مجمل يا منعم يا مفضل ، يا قابض يا باسط ، يا
هادي يا مرسل ، يا مرشد يا مسدد ، يا معطي يا مانع ، يا دافع يا رافع يا باقي يا واقي يا خلاق يا وهاب يا تواب يا فتاح يا
نفاح يا مرتاح يا من بيده كل مفتاح ، يا نفاع يا رؤوف يا عطوف ، يا كافي يا شافي ، يا معافي يا مكافي ، يا وفي يا مهيمن
، يا عزيز يا جبار يا متكبر ، يا سلام يا مومن يا أحد يا صمد ، يا نور يا مدبر ، يا فرد يا وتر يا قدوس ، يا ناصر يا مونس
، يا باعث يا وارث يا عالم يا حاكم ، يا بادئ يا متعالي ، يا مصور يا مسلم يا متحبب ، يا قائم يا دائم يا عليم يا حكيم يا جواد
يا بارئ ، يا بار يا سار ، يا عدل يا فاضل يا ديان ، يا حنان يا منان . يا سميع يا بديع يا خفير يا مغير يا مفتي يا ناشر يا
غافر يا قديم ، يا مسهل يا ميسر ، يا مميت يا محيي ، يا رافع يا رازق يا مقتدر ، يا مسبب يا مغيث ، يا مغني يا مقني ، يا
خالق يا راصد يا واحد يا حاضر يا جابر يا حافظ ، يا شديد يا غياث يا عائذ يا قابض . وفي بعض الروايات : يا منيب يا
مبين يا طاهر يا مجيب يا متفضل يا مستجيب ، يا عادل يا بصير ، يا مؤمل يا مسدد ، يا أواب يا وافي ، يا راشد يا ملك يا
رب ، يا معز يا مذل ، يا ماجد يا رازق ، يا ولي يا فاضل يا سبحان . يا من على فاستعلى ، فكان بالمنظر الأعلى ، يا من
قرب فدنى ، وبعد فنأى ، وعلم السر وأخفى ، يا من إليه التدبير وله المقادير ، يا من العسير عليه سهل يسير ، يا من هو
على ما يشاء قدير . يا مرسل الرياح ، يا فالق الاصباح ، يا باعث الأرواح ، يا ذا الجود والسماح يا راد ما قد فات ، يا
ناشر الأموات ، يا جامع الشتات ، يا رازق من يشاء وفاعل ما يشاء كيف يشاء ويا ذا الجلال والاكرام ، يا حي يا قيوم ، يا
حي حين لا حي ، يا حي يا محيي الموتى ، يا حي لا إله إلا أنت بديع السماوات والأرض . يا إلهي صل على محمد وآل
محمد وارحم محمدا وآل محمد ، وبارك على محمد وآل محمد ، كما صليت وباركت ورحمت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك
حميد مجيد ، وارحم ذلي وفاقتي وفقري ، وانفرادي ووحدتي ، وخضوعي بين يديك ، واعتمادي عليك وتضرعي إليك .
أدعوك دعاء الخاضع ، الذليل الخاشع ، الخائف المشفق ، البائس المهين الحقير ، الجائع الفقير ، العائذ المستجير ، المقر
بذنبه ، المستغفر منه ، المستكين لربه ، دعاء من أسلمته ثقته ، ورفضته أحبته ، وعظمت فجعته ، دعاء حرق حزين ضعيف
مهين ، بائس مسكين ، بك مستجير . اللهم وأسألك بأنك مليك وأنك ما تشاء من أمر يكون ، وأنك على ما تشاء قدير ،
وأسألك بحرمة هذا الشهر الحرام ، والبيت الحرام والبلد الحرام والركن والمقام ، والمشاعر العظام ، وبحق نبيك محمد عليه
وآله السلام . يا من وهب لادم شيث ، ولابراهيم إسماعيل وإسحاق ، ويا من رد يوسف على يعقوب ، ويا من كشف بعد
البلاء ضر أيوب ، ويا راد موسى على امه ، وزائد الخضر في علمه ، ويا من وهب لداود سليمان ، ولزكريا يحيى ،
ولمريم عيسى ، يا حافظ بنت شعيب ، ويا كافل ولد أم موسى عن والدته . أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد ، وأن
تغفر لي ذنوبي كلها ، وتجيرني من عذابك ، وتوجب لي رضوانك وأمانك واحسانك وغفرانك وجنانك ، وأسألك أن تفك
عني كل حلقة ضيق بيني وبين من يؤذيني ، وتفتح لي كل باب ، وتلين لي كل صعب ، وتسهل لي كل عسير ، وتخرس عني
كل ناطق بشر ، وتكف عني كل باغ وتكبت عني كل عدو لي واحاسد ، وتمنع عني كل ظالم ، وتكفيني كل عائق يحول بيني
وبين ولدي ويحاول أن يفرق بيني وبين طاعتك ، ويثبطني عن عبادتك . يا من ألجم الجن المتمردين ، وقهر عتاة الشياطين ،
وأذل رقاب المتجبرين ، ورد كيد المتسلطين عن المستضعفين ، أسألك بقدرتك على ما تشاء وتسهيلك لما تشاء كيف تشاء أن
تجعل قضاء حاجتي فيما تشاء . ثم اسجدي على الأرض وعفري خديك وقولي : ( اللهم لك سجدت وبك آمنت ، فارحم ذلي
وفاقتي واجتهادي وتضرعي ومسكنتي وفقري إليك يا رب ) .
واجتهدي أن تسح عيناك ولو بقدر رأس الذبابة دموعا ، فان ذلك علامة الاجابة.
رواية اخرى في سجدة دعاء أم داود ، ما هذا لفظها : ثم اسجدي على الأرض وعفري خديك وقولي : ( اللهم لك سجدت وبك آمنت ، فارحم ذلي وكبوتي لحر وجهي ، وفقري وفاقتي ) ،
واجتهدي في الدعاء أن تسح عيناك ولو قدر رأس الابرة فان ذلك علامة الاجابة إن شاء الله . رواية اخرى في سجدة هذا الدعاء ما هذا لفظه : ثم اسجدي على الأرض وعفري خديك وقولي : ( اللهم لك سجدت وبك آمنت ، فارحم ذلي وخضوعي بين يديك ،
وفقري وفاقتي إليك ، وارحم انفرادي وخشوعي واجتهادي بين يديك وتوكلي عليك ، اللهم بك أستفتح وبك أستنجح وبمحمد عبدك ورسولك أتوجه إليك . اللهم سهل لي كل حزونة ، وذلل لي كل صعوبة ، وأعطني من الخير أكثر مما أرجو وعافني من الشر ، واصرف عني السوء .
ثم قولي مائة مرة : يا قاضي حوائج الطالبين ، اقض حاجتي بلطفك يا خفي الألطاف ) .
قال جعفر الصادق عليه السلام : واجتهدي أن تسح عيناك ولو مقدار رأس الابرة دموعا ، فانه علامة إجابة هذا الدعاء بحرقة القلب وانسكاب العبرة ، واحتفظي بما علمتك .
رواية اخرى في سجدة هذا الدعاء ما هذا لفظها : ثم اسجدي على الأرض وعفري خديك ثم قولي في سجودك : ( اللهم لك سجدت ولك صليت وبك آمنت وعليك توكلت ، واحرم ذلي وفاقتي وخضوعي وانفرادي ومسكنتي وفقري وكبوتي لوجهك وإليك يا رب يا رب ) .
واجتهدي أن تسح عيناك ولو بقدر رأس ذباب دموعا ، فان آية الاجابة لهذا الدعاء حرقة القلب وانسكاب العبرة ، واحفظي ما علمتك واحذري أن تعلميه من يدعو به الباطل ، فان فيه اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به اعطي ، فلو
أن السماوات والأرض كانتا رتقا والبحار من دونها كان ذلك عند الله دون حاجتك لسهل الله تعالى الوصول إلى ذلك ، ولو أن الجن والأنس أعداؤك لكفاك الله مؤونتهم وذلل ( 4 ) رقابهم .
قالت أم داود : فكتب لي هذا الدعاء وانصرفت (1) منزلي ودخل شهر رجب فتوخيت الأيام وصمتها ودعوت كما أمرني وصليت المغرب والعشاء الآخرة وأفطرت ثم صليت من الليل ما سنح لي مرتب في ليلي ورأيت في نومي كما صليت عليه من الملائكة والأنبياء والشهداء والابدال والعباد ورأيت النبي (صلى الله عليه وآله) فإذا هو يقول لي : يا بينة يا أم داود ابشرى فكل من ترين أعوانك واخوانك وشفعائك وكل من ترين يستغفرون لك ويبشرونك بنجح حاجتك فابشري بمغفرة الله ورضوانه فجزيت خيرا عن نفسك وابشري بحفظ الله لولدك ورده عليك إن شاء الله .
قالت أم داود : فانتبهت عن نومي فوالله ما مكثت بعد ذلك إلا مقدار مسافة الطريق من العراق للراكب المجد المسرع حتى قدم علي داود فقال يا أماه : إني لمحتبس بالعراق في اضيق المحابس وعلي ثقل الحديد وأنا في حال اليأس من الخلاص اذنمت في ليلة المصف من رجب فرأيت الدنيا قد خفضت لي حتي رأيتك في حصير في صلاتك وحولك رجال رؤسهم في السماء وأرجلهم في الأرض عليهم ثياب خضر يسبحون من حولك وقال قائل جميل الوجه حلية النبي (صلى الله عليه وآله) نظيف الثوب طيب الريح حسن الكلام فقال : يابن العجوز الصالحة ابشر فقد أجاب
الله عز وجل دعاء امك فانتبهت فإذا انا برسول أبي الدوانيق فادخلت عليه من الليل فأمر بفك حديدي والاحسان إلى وأمر لي بعشرة آلاف درهم وأنا أحمل على نجيب واستسعى باشد السير فاسرعت حتى دخلت إلى المدينة قالت أم داود : فمضيت به إلى به أبي عبد الله (عليه السلام) فسلم عليه وحدثه بحديثه فقال له الصادق (عليه السلام) : ان أبا الدوانيق رأى في النوم عليا (عليه السلام) يقول له : اطلق ولدي وإلا لألقينك في النار ورأى كأن تحت قدميه النيران فاستيقظ وقد سقط في يده فاطلقك