جهاد علي ( عليه السلام ) وبلاؤه في الإسلام مبيته في فراش
النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ليلة الهجرة :
[ الفخر الرازي في تفسيره الكبير ] : في ذيل تفسير قوله تعالى : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد ) [ البقرة / 207 ] ، قال : نزلت في علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، بات على فراش رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ليلة خروجه إلى الغار .
( وقال ) : ويروى أنه لما نام على فراشه قام جبريل عند رأسه ، وميكائيل عند رجليه ، وجبريل ينادي بخ بخ ، من مثلك يا بن أبي طالب
ص 229
يباهي الله بك الملائكة ، ونزلت الآية ( 1 ) .
[ أسد الغابة : 4 / 25 ] : عن الثعلبي ، قال : رأيت في عض الكتب أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لما أراد الهجرة خلف علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بمكة لقضاء ديونه ورد الودائع التي كانت عنده ، وأمره - ليلة خرج إلى
الغار وقد أحاط المشركون بالدار - أن ينام على فراشه ، وقال له : اتشح ببردي الحضرمي الأخضر فإنه لا يخلص إليك منهم مكروه إن شاء الله تعالى ، ففعل ذلك ، فأوحى الله إلى جبريل وميكائيل ( عليهما السلام ) : إني آخيت بينكما وجعلت عمر
أحدكما أطول من عمر الآخر ، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة ، فاختار كلاهما الحياة ، فأوحى الله عز وجل إليهما : أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب ، آخيت بينه وبين نبيي محمد ، فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة ؟ اهبطا إلى الأرض
فاحفظاه من عدوه ، فنزلا فكان جبريل عند رأس علي ( عليه السلام ) ، وميكائيل عند رجليه ، وجبريل ينادي بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب يباهي الله عز وجل بك الملائكة ، فأنزل الله عز وجل على رسوله - وهو متوجه إلى المدينة في شأن علي ( عليه السلام ) - : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله ) [ البقرة / 207 ] ( 2 ) .
[ مستدرك الصحيحين : 3 / 4 ] : عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) ، قال : إن أول من شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وقال علي ( عليه السلام ) عند مبيته على فراش رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
وقيت بنفسي خير من وطأ الحصى * ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر
رسول إله خاف أن يمكروا به * فنجاه ذو الطول الإله من المكر
---------------------------------------------
* هامش *
( 1 ) التفسير الكبير للفخر الرازي : 5 / 204 ، ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) من تاريخ دمشق : 1 / 153 ح 18 ،
كفاية الطالب للكنجي : ص 239 .
( 2 ) أسد الغابة : 4 / 103 ، مسند أحمد : 1 / 572 ح 3241 ، تاريخ بغداد : 13 / 191 ، الدر المنثور : 4 / 50 ،
الفصول المهمة : ص 47 ، تذكرة الخواص : ص 35 ، السيرة الحلبية : 2 / 27 ، نور الأبصار للشبلنجي : ص 86 ،
إحياء العلوم للغزالي : 3 / 244 . ( * )
ص 230
وبات رسول الله في الغار آمنا * موقى وفي حفظ الإله وفي ستر
وبت أراعيهم ولم يتهمونني * وقد وطنت نفسي على القتل والأسر ( 1 )
وانظر أيضا في مضمون هذه الأحاديث : خصائص النسائي : ص 8 ، مسند أحمد : 1 / 348 ، طبقات ابن سعد : 8 / 35 ، 162 ، كنز العمال : 3 / 155 .
---------------------------------------------------
يوم بدر : لا فتى إلا علي ، لا سيف إلا ذو الفقار :
[ صحيح البخاري ] : في كتاب بدء الخلق - باب قتال أبي جهل - : عن علي ( عليه السلام ) ، أنه قال : أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة ، قال : وقال قيس بن عباد : وفيهم أنزلت : ( هذان خصمان اختصموا في ربهم )
[ الحج / 19 ] ، قال : هم الذين تبارزوا يوم بدر : حمزة وعلي ( عليه السلام ) وعبيدة بن الحارث وشيبة بن ربيعة وعتبة والوليد بن عتبة ( 2 ) .
[ سنن البيهقي : 3 / 276 ] : عن علي ( عليه السلام ) - في قصة بدر - ، قال : فبرز عتبة وأخوه شيبة وابنه الوليد ، فقالوا : من يبارز ؟ فخرج فتية من الأنصار شببة ، فقال عتبة : لا نريد هؤلاء ولكن يبارزنا من بني أعمامنا بني عبد المطلب
، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : قم يا حمزة قم يا عبيدة قم يا علي ، فبرز حمزة لعتبة ، وعبيدة لشيبة ، وعلي ( عليه السلام ) للوليد ، فقتل حمزة عتبة ، وقتل علي ( عليه السلام ) الوليد ، وقتل عبيدة شيبة ، وضرب شيبة رجل عبيدة فقطها فاستنقذه حمزة وعلي ( عليه السلام ) حتى توفي بالصفراء .
وذكر الشبلنجي في نور الأبصار : ص 78 قصة مبارزة علي ( عليه السلام ) يوم
----------------------------------------------
* هامش *
( 1 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 5 ح 4264 ، تذكرة الخواص : ص 35 ، الفصول المهمة : ص 47 ، المناقب للخوارزمي : ص 127 ، نور الأبصار : ص 86 .
( 2 ) صحيح البخاري : 4 / 1768 ح 4466 ، صحيح مسلم : 5 / 528 ح 3033 ، سنن ابن ماجة : 2 / 946 ح 2835 ، المستدرك على الصحيحين : 2 / 419 ح 3456 ، البداية والنهاية : 3 / 333 . ( * )
-
ص 231
بدر بمثل ما ذكره البيهقي بنحو أبسط ( 1 ) .
-----------------------------------------
[ حلية الأولياء : 9 / 145 ] : عن محمد بن إدريس الشافعي ، قال : دخل رجل من بني كنانة على معاوية بن أبي سفيان ، فقال له : هل شهدت بدرا ؟ قال : نعم ، قال : مثل من كنت ؟ قال : غلام قمدود ، مثل عطباء الجلمود ، قال : فحدثني ما
رأيت وحضرت ، قال : ما كنا شهودا إلا كأغياب وما رأينا ظفرا أوشك منه ، قال : فصف لي ما رأيت ، قال : رأيت في سرعان الناس علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) غلاما شابا ليثا عبقريا يفري الفري لا يثبت له أحد إلا قتله ، ولا يضرب
شيئا إلا هتكه لم أر من الناس أحدا قط أنفق يحمل حملة ويلتفت التفاته ، إلى أن قال : وكان له عينان في قفاه وكان وثوبه وثوب وحش .
[ كنز العمال : 3 / 154 ] : عن أبي ذر قال : لما كان أول يوم البيعة لعثمان اجتمع المهاجرون ، والأنصار في المسجد وجاء علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فأنشأ يقول : إن أحق ما ابتدى به المبتدأون ، ونطق به الناطقون ، حمد الله والثناء عليه بما هو أهله ، والصلاة على النبي محمد ، فقال : الحمد لله المتفرد بدوام البقاء ( وساق الخطبة إلى أن قال ) ثم قال علي ( عليه السلام ) : أناشدكم الله إن جبرئيل نزل على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : يا محمد لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي فهل تعلمون هذا كان لغيري ( 2 ) ؟
[ ذخائر العقبى : ص 74 - الرياض النضرة : 2 / 190 ] : عن أبي جعفر محمد بن علي ( عليه السلام ) قال : نادى ملك من السماء يوم بدر يقال له رضوان أن لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي . ( قال ) خرجه الحسن بن عرفة العبدي ( 3 ) .
-----------------------------------------------
* هامش *
( 1 ) تاريخ الطبري : 2 / 426 ، البداية والنهاية : 3 / 332 ، كتاب المغازي للواقدي : 1 / 68 ، نور الأبصار للشبلنجي : 86 .
( 2 ) كنز العمال : 5 / 717 ح 14242 .
( 3 ) ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) من تاريخ دمشق لابن عساكر : 1 / 158 ح 197 ، الرياض النضرة : 3 / 137 . ( * )
-----------------------------------------
ص 232
وانظر أيضا في مضمون هذه الأحاديث : الرياض النضرة : 2 / 225 ، تاريخ الطبري : 2 / 197 ، كنز العمال : 5 / 273 ، الدر المنثور : ذيل تفسير قوله تعالى : ( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض ) [ ص 28 ] . يوم أحد يوم المواساة لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
[ الرياض النضرة : 2 / 172 - مرقاة المفاتيح : 5 / 568 ( في الشرح ) ] : قالا : عن أبي رافع قال : لما قتل علي ( عليه السلام ) أصحاب الألوية يوم أحد قال جبريل : يا رسول الله إن هذه لهي المواساة ، فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إنه مني وأنا منه فقال جبريل وأنا منكما يا رسول الله . قالا أخرجه أحمد في المناقب .
وذكره الهيثمي في مجمعه : 6 / 114 وقال رواه الطبراني ، وذكره المتقي في كنز العمال : 6 / 400 وقال أيضا رواه الطبراني ( 1 ) . يوم الخندق يوم كفى الله المؤمنين القتال فيه بعلي ( عليه السلام ) :
[ مستدرك الصحيحين : 2 / 32 ] : عن بهز بن حكيم ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لمبارزة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) لعمرو بن ود يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة . ورواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد : 13 / 19 وذكره الفخر الرازي في تفسيره الكبير في ذيل تفسير سورة القدر ( 2 ) .
* هامش *
( 1 ) الرياض النضرة : 3 / 117 ، مرقاة المفاتيح : 10 / 463 ح 6090 ، المعجم الكبير للطبراني . 1 / 318 ح 941 ، ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) من تاريخ دمشق : 1 / 167 ، كنز العمال : 13 / 143 ح 36449 .
( 2 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 3 ح 4327 ، تاريخ بغداد : 13 / 19 رقم 6978 ، التفسير الكبير للفخر الرازي : 32 / 31 ، كنز العمال 11 / 623 ح 33035 . ( * )
ص 233
[ مستدرك الصحيحين : 3 / 32 ] : عن ابن إسحاق ، قال : كان عمرو بن ود ثالث قريش وكان قد قاتل يوم بدر حتى أثبته الجراحة ولم يشهد أحدا ، فلما كان يوم الخندق خرج معلما ليرى مشهده ، فلما وقف هو وخيله قال له علي ( عليه السلام ) :
يا عمرو قد كنت تعاهد الله لقريش أن لا يدعوك رجل إلى خلتين إلا قبلت منه إحداهما ، فقال عمرو : أجل ، فقال له علي ( عليه السلام ) : فإني أدعوك إلى الله عز وجل وإلى رسوله وإلى الإسلام ، فقال : لا حاجة لي في ذلك ، قال : فإني
أدعوك إلى البراز ، قال : يا بن أخي لم ؟ فوالله ما أحب أن أقتلك ، فقال علي ( عليه السلام ) : لكني والله أحب أن أقتلك ، فحمي عمرو فاقتحم عن فرسه فعقره ثم أقبل ، فجاء إلى علي ( عليه السلام ) ، وقال : من يبارز ؟ فقام علي
( عليه السلام ) وهو مقنع في الحديد ، فقال : أنا له يا نبي الله ، فقال : إنه عمرو بن عبد ود اجلس ، فنادى عمرو : ألا رجل ، فأذن له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فمشى إليه علي ( عليه السلام ) وهو يقول :
لا تعجلن فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز * ذو نبهة وبصيرة والصدق منجا كل فائز
إني لأرجو أن أقيم عليك نائحة الجنائز * من ضربة نجلاء يبقى ذكرها عند الهزاهز
فقال له عمرو : من أنت ؟ قال : أنا علي ، قال : ابن من ؟ قال : ابن عبد مناف ، أنا علي بن أبي طالب ، فقال : ما عندك يا بن أخي من أعمامك من هو أسن منك فانصرف فإني أكره أن أهريق دمك ، فقال علي ( عليه السلام ) : لكني والله ما أكره
أن أهريق دمك ، فغضب ، فنزل فسل سيفه كأنه شعلة نار ثم أقبل : نحو علي مغضبا واستقبله علي ( عليه السلام ) بدرقته ، فضربه عمرو في الدرقة فقدها ، وأثبت فيها السيف وأصاب رأسه فشجه ، وضربه علي ( عليه السلام ) على حبل العاتق
فسقط وثار العجاج ، فسمع رسول الله التكبير فعرف أن عليا قتله . إلى أن قال : أقبل علي ( عليه السلام ) نحو رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ووجهه يتهلل ، فقال عمر بن الخطاب : هلا استلبت درعه فليس للعرب درع خير منها ؟ فقال : ضربته فاتقاني بسوءته واستحييت ابن عمي أن أستلبه وخرجت خيله منهزمة حتى أقحمت من الخندق .
ص 234
وذكره الشبلنجي في نور الأبصار - وزاد أبياتا لعمرو - : ص 79 ( 1 ) .
[ الفخر الرازي في تفسيره الكبير ] : في ذيل تفسير قوله تعالى : ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ) [ البقرة / 253 ] ، روى أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد محاربة علي ( عليه السلام ) لعمرو بن ود : كيف وجدت نفسك يا علي ؟ قال : وجدتها لو كان كل أهل المدينة في جانب لقدرت عليهم . . . إلى آخر الحديث ( 2 ) .
[ السيوطي في الدر المنثور ] . - في ذيل تفسير قوله تعالى - : ( ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال ( [ الأحزاب / 25 ] ، عن ابن مسعود ، أنه كان يقرأ هذا الحرف : وكفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب ( 3 ) .
يوم خيبر يوم مرحب والباب :
[ مسند أحمد بن حنبل : 6 / 8 ] : عن أبي رافع ، مولى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، قال : خرجنا مع علي ( عليه السلام ) حين بعثه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) برايته ، فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم ، فضربه رجل من يهود فطرح ترسه من يده ، وهو يقاتل حتى فتح الله عليه ، ثم ألقاه من يده حين فرغ ، فلقد رأيتني في نفر مع سبعة أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فيما نقلبه . يوم حنين يوم ضاقت الأرض بما رحبت :
[ مجمع الزوائد : 6 / 180 ] : قال : وعن أنس ، قال : لما كان يوم حنين انهزم الناس عن رسول
--------------------------------------------------
* هامش *
( 1 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 4329 34 ، نور الأبصار : ص 8 ،
ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) من تاريخ مدينة دمشق : 1 / 170 - 173 .
( 2 ) التفسير الكبير للفخر الرازي : 6 / 197 .
( 3 ) الدر المنثور : 6 / 590 ، ميزان الاعتدال : 2 / 380 . ( * )
---------------------------------------------
ص 235
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلا العباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن الحارث - يعني ابن عم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) - ، إلى أن قال : وكان علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يومئذ أشد الناس قتالا بين يديه . ( قال ) : رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط ( 1 ) .
علي ( عليه السلام ) أسد الله وسيفه في أرضه :
[ ذخائر العقبى : ص 92 ] : عن أنس بن مالك قال : صعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) المنبر فذكر قولا كثيرا ، ثم قال : أين علي بن أبي طالب ؟ فوثب إليه فقال : ها أنا ذا يا رسول الله فضمه إلى صدره وقبل بين عينيه ، وقال بأعلى
صوته : معاشر المسلمين هذا أخي وابن عمي وختني ، هذا لحمي ودمي وشعري ، هذا أبو السبطين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة ، هذا مفرج الكروب عني ، هذا أسد الله وسيفه في أرضه على أعدائه ، على مبغضه لعنة الله ولعنة
اللاعنين ، والله منه برئ وأنا منه برئ ، فمن أحب أن يبرأ من الله ومني فليبرأ من علي ، وليبلغ الشاهد الغائب ، ثم قال : اجلس يا علي قد عرف الله لك ذلك ، قال : أخرجه أبو سعيد في شرف النبوة .
[ الإستيعاب : 2 / 457 ] : عن ابن عباس ، قال لعلي ( عليه السلام ) : أربع خصال ليست لأحد غيره ، هو أول عربي وعجمي صلى مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف ، وهو الذي صبر معه يوم فر عنه غيره ، وهو الذي غسله وأدخله قبره ( 2 ) .
وانظر في مضمون هذين الحديثين : الرياض النضرة : 2 / 225 ، الإمامة
-------------------------------------------------
* هامش *
( 1 ) مسند أحمد : / 16 ح 23346 ، تاريخ الطبري : 3 / 13 ، المرقاة في شرح المشكاة : 10 / 460 - 461 ،
الرياض النضرة : 3 / 134 ، تاريخ بغداد : 11 / 324 رقم 6142 ، فتح الباري : 7 / 385 ، ميزان الاعتدال : 3 / 112 رقم 5776 .
( 2 ) مسند أبي يعلى : 6 / 289 - 290 ح 3606 ، تاريخ اليعقوبي : 2 / 63 .
( 3 ) الإستيعاب : 3 / 27 ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 120 ح 4582 . ( * )
- ص 236
والسياسة لابن قتيبة : ص 97 ، الإصابة : 5 / القسم 3 / 287 .
---------------------------------------------
لواء النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مع علي ( عليه السلام ) في كل زحف :
[ مستدرك الصحيحين : 3 / 137 ] : عن مالك بن دينار ، قال : سألت سعيد بن جبير ، فقلت : يا أبا عبد الله من كان حامل راية رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ قال : فنظر إلي وقال : إنك لرخي البال ، فغضبت وشكوته إلى إخوانه من القراء فقلت : ألا تعجبون من سعيد أني سألته من كان حامل راية رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ فنظر إلي وقال : إنك لرخي البال ، قالوا : إنك سألته وهو خائف من الحجاج وقد لاذ بالبيت فسله الآن ، فسألته ، فقال : كان حاملها علي ( عليه السلام ) هكذا سمعته من عبد الله بن عباس . ورواه ابن سعد في طبقاته : 3 / 15 باختلاف في اللفظ ( 1 ) .
[ الرياض النضرة : 2 / 191 ] : عن ابن عباس ، قال : كان علي ( عليه السلام ) آخذا راية رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم بدر . قال الحاكم : يوم بدر والمشاهد كلها ، قال : أخرجه أحمد في المناقب ( 2 ) .
[ أسد الغابة : 4 / 21 ] : عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، قال : لما كان يوم خيبر أخذ أبو بكر اللواء ، فلما كان من الغد أخذه عمر ، وقيل : محمد بن مسلمة ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لأدفعن لوائي إلى رجل لم يرجع حتى يفتح الله عليه ، فصلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) صلاة الغداة ، ثم دعا باللواء فدعا عليا ( عليه السلام ) وهو يشتكي عينيه فمسحهما ثم دفع إليه اللواء ففتح ، قال : فسمعت عبد الله بن بريدة يقول :
* هامش *
( 1 ) المستدرك على الصحيحين 3 / 147 ح 4665 ، طبقات ابن سعد : 3 / 25 ، ذخائر العقبى : ص 75 .
( 2 ) الرياض النضرة : 3 / 137 ، طبقات ابن سعد : 3 / 23 . ( * )
ص 237
حدثني أبي إنه كان صاحب مرحب - يعني عليا ( عليه السلام ) ( 1 ) .
علي ( عليه السلام ) يكتب الصلح يوم الحديبية :
[ الرياض النضرة : 2 / 191 ] . عن ابن عباس ، قال : كان كاتب الصلح يوم الحديبية علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : قال معمر : فسألت عنه الزهري فضحك أو تبسم وقال : هو علي ( عليه السلام ) ، ولو سألت هؤلاء لقالوا هو عثمان - يعني بني أمية ( 2 ) .
علي ( عليه السلام ) يقاتل على تأويل القرآن كما قاتل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على تنزيله :
[ خصائص النسائي : ص 40 ] : عن أبي سعيد الخدري ، قال : كنا جلوسا ننظر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فخرج إلينا قد انقطع شسع نعله ، فرمى به إلى علي ( عليه السلام ) فقال : إن منكم رجلا يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، قال أبو بكر : أنا ؟ قال : لا ، قال عمر : أنا ؟ قال : لا ، ولكن خاصف النعل ( 3 ) .
علي ( عليه السلام ) يقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره :
[ مسند أحمد بن حنبل : 1 / 199 ] : عن هبيرة ، قال : خطبنا الحسن بن علي ( عليه السلام ) فقال : لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم ، ولا يدركه الآخرون ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يبعثه بالراية جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله لا ينصرف حتى يفتح له .
---------------------------------------
* هامش *
( 1 ) أسد الغابة : 4 / 98 ، البداية والنهاية : 4 / 212 ، دلائل النبوة للبيهقي : 4 / 210 .
( 2 ) الرياض النضرة : 3 / 138 ، مصنف عبد الرزاق : 5 / 342 ح 9721 - 9722 .
( 3 ) خصائص النسائي ( ضمن السنن ) : 5 / 154 ح 8541 . المستدرك على الصحيحين : 3 / 132 ح 4621 ،
مسند أحمد : 3 / 420 ح 10896 وص 501 و ح 11364 ، أسد الغابة : 3 / 429 رقم 3271 ،
الإصابة : 1 / 25 رقم 59 ، حلية الأولياء : 1 / 67 . ( * )
----------------------------------
ص 238
وذكره المحب الطبري في ذخائره : ص 76 ( 1 ) .
النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يأمر عليا ( عليه السلام ) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين :
[ ميزان الاعتدال للذهبي : 2 / 263 ] : عن عامر بن سعد ، أن عمارا قال لسعد : ألا تخرج مع علي ، أما سمعت رسول الله يقول ما قال فيه ؟ قال : تخرج طائفة من أمتي يمرقون من الدين يقتلهم علي بن أبي طالب ثلاث مرات ، قال : صدقت والله لقد سمعته ولكن أحببت العزلة ( 2 ) .
[ مجمع الزوائد : 6 / 239 ] : عن عائشة ، أنها ذكرت الخوارج وسألت من قتلهم ؟ تعني أصحاب النهر ، فقالوا : علي ( عليه السلام ) ، فقالت : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : يقتلهم خيار أمتي وهم شرار أمتي ، قال : رواه البزار والطبراني في الأوسط بنحوه .
[ مستدرك الصحيحين : 3 / 139 ] : عن عقاب بن ثعلبة ، قال : حدثني أبو أيوب الأنصاري في خلافة عمر ابن الخطاب ، قال : أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ( 3 ) .
[ تاريخ بغداد : 8 / 340 ] : عن خليد العصري ، قال : سمعت أمير المؤمنين عليا ( عليه السلام ) يقول
-------------------------------------------------
* هامش *
( 1 ) مسند أحمد : 1 / 328 ح 1721 ، السنن الكبرى للنسائي : 5 / 112 ح 8408 ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 188 ح 4802 ، طبقات ابن سعد : 3 / 38 ، ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) من تاريخ مدينة دمشق : 3 / 399 ح 1397 ، البداية والنهاية : 7 / 368 ، صفة الصفوة : 1 / 313 ، حلية الأولياء : 1 / 65 .
( 2 ) ميزان الاعتدال : 3 / 210 رقم 6154 ، لسان الميزان : 4 / 362 رقم 6101 .
( 3 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 150 ح 4674 و 4675 ،
ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) من تاريخ دمشق : 3 / 212 ح 1216 ، أسد الغابة : 4 / 114 ،
تاريخ بغداد : 8 / 340 رقم 4447 و 13 / 186 رقم 7165 ، فرائد السمطين : 1 / 284 ح 224 ، كفاية الطالب : ص 169 . ( * )
-------------------------------------------
ص 239
يوم النهروان : أمرني رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بقتال الناكثين والمارقين والقاسطين ( 1 ) .
النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول للزبير ستقاتل عليا وأنت له ظالم :
[ مستدرك الصحيحين : 3 / 366 ] : عن إسماعيل بن أبي حازم ، قال : قال علي ( عليه السلام ) للزبير : أما تذكر يوم كنت أنت وأنت في سقيفة قوم من الأنصار فقال لك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أتحبه ؟ فقلت : وما يمنعني ؟ قال : أما إنك ستخرج عليه وتقاتله وأنت ظالم . قال : فرجع الزبير ( 2 ) .
[ أسد الغابة : 2 / 199 ] : في ترجمة الزبير بن العوام ، قال : وشهد الزبير الجمل مقاتلا لعلي ( عليه السلام ) : فناداه علي ( عليه السلام ) ودعاه فانفرد به ، وقال له : أتذكر إذ كنت أنا وأنت مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فنظر
----------------------------------------------------
إلي وضحك وضحكت فقلت أنت : لا يدع ابن أبي طالب زهوه ، فقال : ليس بمزه ، ولتقاتلنه وأنت له ظالم ؟ فذكر الزبير ذلك فانصرف عن القتال . وذكره ابن عبد البر في استيعابه : 1 / 203 باختلاف يسير في اللفظ ( 3 ) .
وانظر أيضا في مضمون هذه الأحاديث : الإصابة : 3 / 6 ، تهذيب التهذيب : 6 / 325 ، كنز العمال : 6 / 82 ، 83 ، 85 ، الإمامة والسياسة : ص 63 .
-------------------------------------------------
* هامش *
( 1 ) كنز العمال : 11 / 292 ح 1552 و 13 / 112 ح 36367 ، البداية والنهاية : 7 / 338 .
( 2 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 412 ح 5573 ، 5 574 ، 5 575 ، الرياض النضرة : 4 / 249 ،
مروج الذهب : 2 / 380 ، دلائل النبوة للبيهقي : 6 / 415 ، السيرة الحلبية : 3 / 287 .
( 3 ) أسد الغابة : 2 / 252 رقم 1732 ، الكامل في التاريخ 2 / 335 ، تاريخ الطبري : 4 / 502 ، الإستيعاب : 1 / 584 . ( * )
------------------------------------------
ص 240
النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ينهى عائشة عن قتال علي ( عليه السلام ) ويخبرها أنها تنبحها كلاب الحوأب :
[ تاريخ الطبري : 3 / 485 ] : عن الزهري ، قال : بلغني أنه لما بلغ طلحة والزبير منزل علي ( عليه السلام ) ذي قار انصرفوا إلى البصرة فأخذوا على المنكدر ، فسمعت عائشة نباح الكلاب فقالت : أي ماء هذا ؟ فقالوا : الحوأب ( 1 ) ، فقالت : إنا لله وإنا إليه راجعون إني لهية قد سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول - وعنده نساؤه - : ليت شعري أيتكن تنبحها كلاب الحوأب لا ؟ أرادت الرجوع فأتاها عبد الله بن الزبير فزعم أنه قال : كذب من قال إن هذا الحوأب ، ولم يزل حتى مضت ، فقدموا البصر ة ( 2 ) .
[ مجمع الزوائد : 7 / 234 ] : عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لنسائه : ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب تخرج فتنبحها كلاب الحوأب يقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثير ثم تنجو بعدما كادت ؟ وذكره العسقلاني في فتح الباري : 16 / 165 وقال ورواه البزار ورجاله ثقاة ( 3 ) .
[ مستدرك الصحيحين : 3 / 120 ] : عن قيس بن أبي حازم ، قال : لما لغت عائشة بعض ديار بني عامر نبحت عليها الكلاب ، فقالت : أي ماء هذا ؟ قالوا : الحوأب ، قالت ما أظنني إلا راجعة ، فقال الزبير : لا بعد تقدمي ويراك الناس ويصلح الله ذات بينهم ، قالت : ما أظنني إلا راجعة ، سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : كيف بإحداكن إذا نبحتها كلاب الحوأب .
---------------------------------------
* هامش *
( 1 ) الحوأب : منزل بين البصرة ومكة .
( 2 ) تاريخ الطبري : 4 / 469 ، معجم البلدان : 3 / 314 .
( 3 ) الإستيعاب : 4 / 361 ، فتح الباري : 13 / 45 ، كفاية الطالب : ص 171 ،
السيرة الحلبية : 3 / 285 ، المواهب اللدنية : 3 / 566 - 567 . ( * )
----------------------------------------
ص 241
( قال العسقلاني ) في فتح الباري : 16 / 165 أخرج هذا أحمد وأبو يعلى والبزار وصححه ابن حبان والحاكم وسنده على شرط الصحيح ( 1 ) .
[ طبقات ابن سعد : 8 / 57 ] : عن عمارة بن عمير ، قال : حدثني من سمع عائشة إذا قرأت هذه الآية : ( وقرن في بيوتكن ) [ الأحزاب / 33 ] بكت حتى تبل خمارها ( 2 ) .
[ مجمع الزوائد : 9 / 112 ] : عن جميع بن عمير ، إن أمه وخالته دخلتا على عائشة ، قال : فذكر الحديث . . . إلى أن قالتا : فأخبرينا عن علي ( عليه السلام ) ، قالت : عن أي شئ تسألن ؟ عن رجل وضع من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) موضعا فسالت نفسه في يده فمسح بها وجهه واختلفوا في دفنه ، فقال : إن أحب البقاع إلى الله مكان قبض فيه نبيه ، قالتا : فلم خرجت عليه ؟ قالت : أمر قضي ووددت أن أفديه ما على الأرض من شئ .
[ تاريخ الطبري : 3 / 548 ] : عن أبي يزيد المديني ، يقول : قال عمار بن ياسر لعائشة - حين فر القوم - : يا أم المؤمنين ما أبعد هذا المسير من العهد الذي عهد إليك ؟ قالت : أبو اليقظان ؟ قال : نعم ، قالت : والله إنك ما علمت قوال بالحق ، قال : الحمد لله الذي قضى لي على لسانك ( 3 ) .
وانظر أيضا في مضمون هذه الأحاديث : كنز العمال : 6 / 83 ، 84 ، مسند أحمد : 6 / 97 ، الإصابة : 8 / القسم 1 / 111 ، الإمامة والسياسة : ص 55 ، نور الأبصار للشبلنجي : ص 81 ، حلية الأولياء : 2 / 48 ، تاريخ بغداد : 9 / 185 .
------------------------------------------
* هامش *
( 1 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 129 ح 4613 ، فتح الباري : 13 / 45 ، مسند أحمد : 7 / 23733 ، وص 140 ح 24133 .
( 2 ) طبقات ابن سعد : 8 / 81 ، حلية الأولياء : 2 / 48 .
( 3 ) تاريخ الطبري : 4 / 545 . ( * )
---------------------------------------------
ص 242
شهود البدريين وأهل بيعة الشجرة مع علي ( عليه السلام ) بصفين :
[ الإستيعاب : 2 / 413 ] : عن عبد الرحمن بن أبزي ، قال : شهدنا مع علي ( عليه السلام ) صفين في ثمانمائة ممن بايع بيعة الرضوان قتل منهم ثلاثة وستون منهم عمار بن ياسر ( 1 ) .
[ مستدرك الصحيحين : 3 / 104 ] : روى بطريقين عن الحكم قال : شهد مع علي ( عليه السلام ) صفين ثمانون بدريا وخمسون ومائتان ممن بايع تحت الشجرة ( 2 ) .
قول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " عمار تقتله الفئة الباغية " ، ومن لحق بعلي بصفين لأجل هذا الحديث :
[ صحيح البخاري : كتاب الصلاة باب التعاون في بناء المسجد ] : عن عكرمة قال : قال لي ابن عباس ولابنه علي : انطلقا إلى أبي سعيد فاسمعا من حديثه فانطلقنا فإذا هو في حائط يصلحه فأخذ رداءه فاحتبى ثم أنشأ يحدثنا حتى أتى ذكر بناء المسجد فقال : كنا نحمل لبنة لبنة وعمار لبنتين لبنتين ، فرآه النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فينفض التراب عنه ويقول : ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ( قال ) يقول عمار : أعوذ بالله من الفتن . ورواه في كتاب الجهاد والسير في باب مسح الغبار عن الناس باختلاف يسير في اللفظ ( 3 ) .
[ صحيح مسلم ] : كتاب الفتن وأشراط الساعة - باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر
--------------------------------------------------
* هامش *
( 1 ) الإستيعاب : 2 / 478 ، الإصابة : 2 / 389 رقم 5075 ، تاريخ اليعقوبي : 2 / 188 .
( 2 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 4559 112 .
( 3 ) صحيح البخاري : 1 / 172 ح 436 ، مسند أحمد : 3 / 516 ح 11451 ،
كنز العمال : 13 / 538 ح 37410 ، البداية والنهاية : 3 / 263 . ( * )
------------------------------
ص 243
الرجل فيتمنى أن يكون مكانه - روى طرق عديدة عن أم سلمة أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال لعمار : تقتلك الفئة الباغية ( 1 ) .
[ سنن الترمذي : 2 / في مناقب عمار ] : عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أبشر يا عمار تقتلك الفئة الباغية ، قال : وفي الباب عن أم سلمة وعبد الله بن عمر وأبي اليسر وحذيفة ( 2 ) .
[ أسد الغابة : 4 / 47 ] : روى عمارة بن خزيمة بن ثابت ، قال : شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسل سيفا وشهد صفين ولم يقاتل وقال : لا أقاتل حتى يقتل عمار فأنظر من يقتله فإني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : تقتله الفئة الباغية ، فلما قتل عمار قال خزيمة : ظهرت لي الضلالة ، ثم تقدم فقاتل حتى قتل . وذكره ابن حجر في إصابته : 2 / 111 ، وفي تهذيب التهذيب : 3 / 140 مختصرا ( 3 ) .
[ مستدرك الصحيحين : 3 / 402 ] : عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : لما كان يوم صفين نادى مناد من أصحاب معاوية أصحاب علي ( عليه السلام ) : أفيكم أويس القرني ؟ قالوا : نعم ، فضرب دابته حتى دخل معهم ثم قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : خير التابعين أويس القرني ، ورواه أبو نعيم في حليته : 2 / 896 ، وابن سعد في طبقاته : 6 / 112 ( 4 ) .
-----------------------------------------------
* هامش *
( 1 ) صحيح مسلم : 5 / 431 ح 72 ، 73 ، حلية الأولياء : 4 / 172 ، كنز العمال : 11 / 725 ح 33549 .
( 2 ) سنن الترمذي : 5 / 627 - 628 ح 3800 ، كنز العمال : 11 / 31762 367 .
( 3 ) أسد الغابة : 4 / 135 رقم 3798 ، الإصابة : 1 / 426 رقم 2251 ، تهذيب التهذيب : 3 / 121 رقم 267 .
( 4 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 455 ح 5717 ، حلية الأولياء : 2 / 86 ، طبقات ابن سعد : 6 / 163 . ( * )
----------------------------------------------
ص 244
وانظر أيضا في مضمون هذه الأحاديث :
مستدرك الصحيحين : 2 / 148 ، 3 / 385 ، 386 ، 387 ،
مسند أحمد : 2 / 161 ، 16 ، و 4 / 197 ، و 6 / 289 ،
مسند أبي داود الطيالسي : 3 / 90 ،
حلية الأولياء : 4 / 172 ،
تاريخ بغداد : 5 / 315 ، 7 / 414 ، 13 / 186 ،
طبقات ابن سعد : 3 / القسم 1 / 117 ، 179 ، 181 ،
أسد الغابة : 2 / 143 ، 217 ،
الإمامة والسياسة : ص 106 ،
الإصابة : 1 / القسم 4 / 125 ،
الرياض النضرة : 1 / 14 ،
نور الأبصار : ص 89 ،
كنز العمال : 7 / 72 ، 73 ، 74 ،
مجمع الزوائد : 9 / 297 .
-------------------------------------------
عبد الله بن عمر يتأسف لخذلانه عليا ( عليه السلام ) :
[ الرياض النضرة : 2 / 242 ] : عن ابن عمر ، أنه قال : ما آسي على شئ إلا أني لم أقاتل مع علي ( عليه السلام ) الفئة الباغية وعلى صوم الهواجر ( 1 ) . عبد الله بن عمرو بن العاص يتأسف لكونه مع الفئة الباغية :
[ طبقات ابن سعد : 4 / القسم 2 / 12 ] : عن ابن أبي مليكة قال : قال عبد الله بن عمرو : ما لي ولصفين ، ما لي ولقتال المسلمين ، لوددت أني مت قبله بعشر سنين ، أما والله على ذلك ما ضربت بسيف ، ولا طعنت برمح ، ولا رميت بسهم ، وما رجل أجهد مني من رجل لم يفعل شيئا من ذلك ، قال : قال نافع : حسبته ذكر أنه كان بيده الراية فقدم الناس منزلة أو منزلتين ( 2 ) .
النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ليلة الهجرة :
[ الفخر الرازي في تفسيره الكبير ] : في ذيل تفسير قوله تعالى : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد ) [ البقرة / 207 ] ، قال : نزلت في علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، بات على فراش رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ليلة خروجه إلى الغار .
( وقال ) : ويروى أنه لما نام على فراشه قام جبريل عند رأسه ، وميكائيل عند رجليه ، وجبريل ينادي بخ بخ ، من مثلك يا بن أبي طالب
ص 229
يباهي الله بك الملائكة ، ونزلت الآية ( 1 ) .
[ أسد الغابة : 4 / 25 ] : عن الثعلبي ، قال : رأيت في عض الكتب أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لما أراد الهجرة خلف علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بمكة لقضاء ديونه ورد الودائع التي كانت عنده ، وأمره - ليلة خرج إلى
الغار وقد أحاط المشركون بالدار - أن ينام على فراشه ، وقال له : اتشح ببردي الحضرمي الأخضر فإنه لا يخلص إليك منهم مكروه إن شاء الله تعالى ، ففعل ذلك ، فأوحى الله إلى جبريل وميكائيل ( عليهما السلام ) : إني آخيت بينكما وجعلت عمر
أحدكما أطول من عمر الآخر ، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة ، فاختار كلاهما الحياة ، فأوحى الله عز وجل إليهما : أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب ، آخيت بينه وبين نبيي محمد ، فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة ؟ اهبطا إلى الأرض
فاحفظاه من عدوه ، فنزلا فكان جبريل عند رأس علي ( عليه السلام ) ، وميكائيل عند رجليه ، وجبريل ينادي بخ بخ من مثلك يا بن أبي طالب يباهي الله عز وجل بك الملائكة ، فأنزل الله عز وجل على رسوله - وهو متوجه إلى المدينة في شأن علي ( عليه السلام ) - : ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله ) [ البقرة / 207 ] ( 2 ) .
[ مستدرك الصحيحين : 3 / 4 ] : عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) ، قال : إن أول من شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وقال علي ( عليه السلام ) عند مبيته على فراش رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
وقيت بنفسي خير من وطأ الحصى * ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر
رسول إله خاف أن يمكروا به * فنجاه ذو الطول الإله من المكر
---------------------------------------------
* هامش *
( 1 ) التفسير الكبير للفخر الرازي : 5 / 204 ، ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) من تاريخ دمشق : 1 / 153 ح 18 ،
كفاية الطالب للكنجي : ص 239 .
( 2 ) أسد الغابة : 4 / 103 ، مسند أحمد : 1 / 572 ح 3241 ، تاريخ بغداد : 13 / 191 ، الدر المنثور : 4 / 50 ،
الفصول المهمة : ص 47 ، تذكرة الخواص : ص 35 ، السيرة الحلبية : 2 / 27 ، نور الأبصار للشبلنجي : ص 86 ،
إحياء العلوم للغزالي : 3 / 244 . ( * )
ص 230
وبات رسول الله في الغار آمنا * موقى وفي حفظ الإله وفي ستر
وبت أراعيهم ولم يتهمونني * وقد وطنت نفسي على القتل والأسر ( 1 )
وانظر أيضا في مضمون هذه الأحاديث : خصائص النسائي : ص 8 ، مسند أحمد : 1 / 348 ، طبقات ابن سعد : 8 / 35 ، 162 ، كنز العمال : 3 / 155 .
---------------------------------------------------
يوم بدر : لا فتى إلا علي ، لا سيف إلا ذو الفقار :
[ صحيح البخاري ] : في كتاب بدء الخلق - باب قتال أبي جهل - : عن علي ( عليه السلام ) ، أنه قال : أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة ، قال : وقال قيس بن عباد : وفيهم أنزلت : ( هذان خصمان اختصموا في ربهم )
[ الحج / 19 ] ، قال : هم الذين تبارزوا يوم بدر : حمزة وعلي ( عليه السلام ) وعبيدة بن الحارث وشيبة بن ربيعة وعتبة والوليد بن عتبة ( 2 ) .
[ سنن البيهقي : 3 / 276 ] : عن علي ( عليه السلام ) - في قصة بدر - ، قال : فبرز عتبة وأخوه شيبة وابنه الوليد ، فقالوا : من يبارز ؟ فخرج فتية من الأنصار شببة ، فقال عتبة : لا نريد هؤلاء ولكن يبارزنا من بني أعمامنا بني عبد المطلب
، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : قم يا حمزة قم يا عبيدة قم يا علي ، فبرز حمزة لعتبة ، وعبيدة لشيبة ، وعلي ( عليه السلام ) للوليد ، فقتل حمزة عتبة ، وقتل علي ( عليه السلام ) الوليد ، وقتل عبيدة شيبة ، وضرب شيبة رجل عبيدة فقطها فاستنقذه حمزة وعلي ( عليه السلام ) حتى توفي بالصفراء .
وذكر الشبلنجي في نور الأبصار : ص 78 قصة مبارزة علي ( عليه السلام ) يوم
----------------------------------------------
* هامش *
( 1 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 5 ح 4264 ، تذكرة الخواص : ص 35 ، الفصول المهمة : ص 47 ، المناقب للخوارزمي : ص 127 ، نور الأبصار : ص 86 .
( 2 ) صحيح البخاري : 4 / 1768 ح 4466 ، صحيح مسلم : 5 / 528 ح 3033 ، سنن ابن ماجة : 2 / 946 ح 2835 ، المستدرك على الصحيحين : 2 / 419 ح 3456 ، البداية والنهاية : 3 / 333 . ( * )
-
ص 231
بدر بمثل ما ذكره البيهقي بنحو أبسط ( 1 ) .
-----------------------------------------
[ حلية الأولياء : 9 / 145 ] : عن محمد بن إدريس الشافعي ، قال : دخل رجل من بني كنانة على معاوية بن أبي سفيان ، فقال له : هل شهدت بدرا ؟ قال : نعم ، قال : مثل من كنت ؟ قال : غلام قمدود ، مثل عطباء الجلمود ، قال : فحدثني ما
رأيت وحضرت ، قال : ما كنا شهودا إلا كأغياب وما رأينا ظفرا أوشك منه ، قال : فصف لي ما رأيت ، قال : رأيت في سرعان الناس علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) غلاما شابا ليثا عبقريا يفري الفري لا يثبت له أحد إلا قتله ، ولا يضرب
شيئا إلا هتكه لم أر من الناس أحدا قط أنفق يحمل حملة ويلتفت التفاته ، إلى أن قال : وكان له عينان في قفاه وكان وثوبه وثوب وحش .
[ كنز العمال : 3 / 154 ] : عن أبي ذر قال : لما كان أول يوم البيعة لعثمان اجتمع المهاجرون ، والأنصار في المسجد وجاء علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فأنشأ يقول : إن أحق ما ابتدى به المبتدأون ، ونطق به الناطقون ، حمد الله والثناء عليه بما هو أهله ، والصلاة على النبي محمد ، فقال : الحمد لله المتفرد بدوام البقاء ( وساق الخطبة إلى أن قال ) ثم قال علي ( عليه السلام ) : أناشدكم الله إن جبرئيل نزل على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : يا محمد لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي فهل تعلمون هذا كان لغيري ( 2 ) ؟
[ ذخائر العقبى : ص 74 - الرياض النضرة : 2 / 190 ] : عن أبي جعفر محمد بن علي ( عليه السلام ) قال : نادى ملك من السماء يوم بدر يقال له رضوان أن لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي . ( قال ) خرجه الحسن بن عرفة العبدي ( 3 ) .
-----------------------------------------------
* هامش *
( 1 ) تاريخ الطبري : 2 / 426 ، البداية والنهاية : 3 / 332 ، كتاب المغازي للواقدي : 1 / 68 ، نور الأبصار للشبلنجي : 86 .
( 2 ) كنز العمال : 5 / 717 ح 14242 .
( 3 ) ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) من تاريخ دمشق لابن عساكر : 1 / 158 ح 197 ، الرياض النضرة : 3 / 137 . ( * )
-----------------------------------------
ص 232
وانظر أيضا في مضمون هذه الأحاديث : الرياض النضرة : 2 / 225 ، تاريخ الطبري : 2 / 197 ، كنز العمال : 5 / 273 ، الدر المنثور : ذيل تفسير قوله تعالى : ( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض ) [ ص 28 ] . يوم أحد يوم المواساة لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
[ الرياض النضرة : 2 / 172 - مرقاة المفاتيح : 5 / 568 ( في الشرح ) ] : قالا : عن أبي رافع قال : لما قتل علي ( عليه السلام ) أصحاب الألوية يوم أحد قال جبريل : يا رسول الله إن هذه لهي المواساة ، فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إنه مني وأنا منه فقال جبريل وأنا منكما يا رسول الله . قالا أخرجه أحمد في المناقب .
وذكره الهيثمي في مجمعه : 6 / 114 وقال رواه الطبراني ، وذكره المتقي في كنز العمال : 6 / 400 وقال أيضا رواه الطبراني ( 1 ) . يوم الخندق يوم كفى الله المؤمنين القتال فيه بعلي ( عليه السلام ) :
[ مستدرك الصحيحين : 2 / 32 ] : عن بهز بن حكيم ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لمبارزة علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) لعمرو بن ود يوم الخندق أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة . ورواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد : 13 / 19 وذكره الفخر الرازي في تفسيره الكبير في ذيل تفسير سورة القدر ( 2 ) .
* هامش *
( 1 ) الرياض النضرة : 3 / 117 ، مرقاة المفاتيح : 10 / 463 ح 6090 ، المعجم الكبير للطبراني . 1 / 318 ح 941 ، ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) من تاريخ دمشق : 1 / 167 ، كنز العمال : 13 / 143 ح 36449 .
( 2 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 3 ح 4327 ، تاريخ بغداد : 13 / 19 رقم 6978 ، التفسير الكبير للفخر الرازي : 32 / 31 ، كنز العمال 11 / 623 ح 33035 . ( * )
ص 233
[ مستدرك الصحيحين : 3 / 32 ] : عن ابن إسحاق ، قال : كان عمرو بن ود ثالث قريش وكان قد قاتل يوم بدر حتى أثبته الجراحة ولم يشهد أحدا ، فلما كان يوم الخندق خرج معلما ليرى مشهده ، فلما وقف هو وخيله قال له علي ( عليه السلام ) :
يا عمرو قد كنت تعاهد الله لقريش أن لا يدعوك رجل إلى خلتين إلا قبلت منه إحداهما ، فقال عمرو : أجل ، فقال له علي ( عليه السلام ) : فإني أدعوك إلى الله عز وجل وإلى رسوله وإلى الإسلام ، فقال : لا حاجة لي في ذلك ، قال : فإني
أدعوك إلى البراز ، قال : يا بن أخي لم ؟ فوالله ما أحب أن أقتلك ، فقال علي ( عليه السلام ) : لكني والله أحب أن أقتلك ، فحمي عمرو فاقتحم عن فرسه فعقره ثم أقبل ، فجاء إلى علي ( عليه السلام ) ، وقال : من يبارز ؟ فقام علي
( عليه السلام ) وهو مقنع في الحديد ، فقال : أنا له يا نبي الله ، فقال : إنه عمرو بن عبد ود اجلس ، فنادى عمرو : ألا رجل ، فأذن له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فمشى إليه علي ( عليه السلام ) وهو يقول :
لا تعجلن فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز * ذو نبهة وبصيرة والصدق منجا كل فائز
إني لأرجو أن أقيم عليك نائحة الجنائز * من ضربة نجلاء يبقى ذكرها عند الهزاهز
فقال له عمرو : من أنت ؟ قال : أنا علي ، قال : ابن من ؟ قال : ابن عبد مناف ، أنا علي بن أبي طالب ، فقال : ما عندك يا بن أخي من أعمامك من هو أسن منك فانصرف فإني أكره أن أهريق دمك ، فقال علي ( عليه السلام ) : لكني والله ما أكره
أن أهريق دمك ، فغضب ، فنزل فسل سيفه كأنه شعلة نار ثم أقبل : نحو علي مغضبا واستقبله علي ( عليه السلام ) بدرقته ، فضربه عمرو في الدرقة فقدها ، وأثبت فيها السيف وأصاب رأسه فشجه ، وضربه علي ( عليه السلام ) على حبل العاتق
فسقط وثار العجاج ، فسمع رسول الله التكبير فعرف أن عليا قتله . إلى أن قال : أقبل علي ( عليه السلام ) نحو رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ووجهه يتهلل ، فقال عمر بن الخطاب : هلا استلبت درعه فليس للعرب درع خير منها ؟ فقال : ضربته فاتقاني بسوءته واستحييت ابن عمي أن أستلبه وخرجت خيله منهزمة حتى أقحمت من الخندق .
ص 234
وذكره الشبلنجي في نور الأبصار - وزاد أبياتا لعمرو - : ص 79 ( 1 ) .
[ الفخر الرازي في تفسيره الكبير ] : في ذيل تفسير قوله تعالى : ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ) [ البقرة / 253 ] ، روى أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بعد محاربة علي ( عليه السلام ) لعمرو بن ود : كيف وجدت نفسك يا علي ؟ قال : وجدتها لو كان كل أهل المدينة في جانب لقدرت عليهم . . . إلى آخر الحديث ( 2 ) .
[ السيوطي في الدر المنثور ] . - في ذيل تفسير قوله تعالى - : ( ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال ( [ الأحزاب / 25 ] ، عن ابن مسعود ، أنه كان يقرأ هذا الحرف : وكفى الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب ( 3 ) .
يوم خيبر يوم مرحب والباب :
[ مسند أحمد بن حنبل : 6 / 8 ] : عن أبي رافع ، مولى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، قال : خرجنا مع علي ( عليه السلام ) حين بعثه رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) برايته ، فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم ، فضربه رجل من يهود فطرح ترسه من يده ، وهو يقاتل حتى فتح الله عليه ، ثم ألقاه من يده حين فرغ ، فلقد رأيتني في نفر مع سبعة أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فيما نقلبه . يوم حنين يوم ضاقت الأرض بما رحبت :
[ مجمع الزوائد : 6 / 180 ] : قال : وعن أنس ، قال : لما كان يوم حنين انهزم الناس عن رسول
--------------------------------------------------
* هامش *
( 1 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 4329 34 ، نور الأبصار : ص 8 ،
ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) من تاريخ مدينة دمشق : 1 / 170 - 173 .
( 2 ) التفسير الكبير للفخر الرازي : 6 / 197 .
( 3 ) الدر المنثور : 6 / 590 ، ميزان الاعتدال : 2 / 380 . ( * )
---------------------------------------------
ص 235
الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلا العباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن الحارث - يعني ابن عم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) - ، إلى أن قال : وكان علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يومئذ أشد الناس قتالا بين يديه . ( قال ) : رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط ( 1 ) .
علي ( عليه السلام ) أسد الله وسيفه في أرضه :
[ ذخائر العقبى : ص 92 ] : عن أنس بن مالك قال : صعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) المنبر فذكر قولا كثيرا ، ثم قال : أين علي بن أبي طالب ؟ فوثب إليه فقال : ها أنا ذا يا رسول الله فضمه إلى صدره وقبل بين عينيه ، وقال بأعلى
صوته : معاشر المسلمين هذا أخي وابن عمي وختني ، هذا لحمي ودمي وشعري ، هذا أبو السبطين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة ، هذا مفرج الكروب عني ، هذا أسد الله وسيفه في أرضه على أعدائه ، على مبغضه لعنة الله ولعنة
اللاعنين ، والله منه برئ وأنا منه برئ ، فمن أحب أن يبرأ من الله ومني فليبرأ من علي ، وليبلغ الشاهد الغائب ، ثم قال : اجلس يا علي قد عرف الله لك ذلك ، قال : أخرجه أبو سعيد في شرف النبوة .
[ الإستيعاب : 2 / 457 ] : عن ابن عباس ، قال لعلي ( عليه السلام ) : أربع خصال ليست لأحد غيره ، هو أول عربي وعجمي صلى مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف ، وهو الذي صبر معه يوم فر عنه غيره ، وهو الذي غسله وأدخله قبره ( 2 ) .
وانظر في مضمون هذين الحديثين : الرياض النضرة : 2 / 225 ، الإمامة
-------------------------------------------------
* هامش *
( 1 ) مسند أحمد : / 16 ح 23346 ، تاريخ الطبري : 3 / 13 ، المرقاة في شرح المشكاة : 10 / 460 - 461 ،
الرياض النضرة : 3 / 134 ، تاريخ بغداد : 11 / 324 رقم 6142 ، فتح الباري : 7 / 385 ، ميزان الاعتدال : 3 / 112 رقم 5776 .
( 2 ) مسند أبي يعلى : 6 / 289 - 290 ح 3606 ، تاريخ اليعقوبي : 2 / 63 .
( 3 ) الإستيعاب : 3 / 27 ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 120 ح 4582 . ( * )
- ص 236
والسياسة لابن قتيبة : ص 97 ، الإصابة : 5 / القسم 3 / 287 .
---------------------------------------------
لواء النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مع علي ( عليه السلام ) في كل زحف :
[ مستدرك الصحيحين : 3 / 137 ] : عن مالك بن دينار ، قال : سألت سعيد بن جبير ، فقلت : يا أبا عبد الله من كان حامل راية رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ قال : فنظر إلي وقال : إنك لرخي البال ، فغضبت وشكوته إلى إخوانه من القراء فقلت : ألا تعجبون من سعيد أني سألته من كان حامل راية رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ فنظر إلي وقال : إنك لرخي البال ، قالوا : إنك سألته وهو خائف من الحجاج وقد لاذ بالبيت فسله الآن ، فسألته ، فقال : كان حاملها علي ( عليه السلام ) هكذا سمعته من عبد الله بن عباس . ورواه ابن سعد في طبقاته : 3 / 15 باختلاف في اللفظ ( 1 ) .
[ الرياض النضرة : 2 / 191 ] : عن ابن عباس ، قال : كان علي ( عليه السلام ) آخذا راية رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم بدر . قال الحاكم : يوم بدر والمشاهد كلها ، قال : أخرجه أحمد في المناقب ( 2 ) .
[ أسد الغابة : 4 / 21 ] : عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، قال : لما كان يوم خيبر أخذ أبو بكر اللواء ، فلما كان من الغد أخذه عمر ، وقيل : محمد بن مسلمة ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : لأدفعن لوائي إلى رجل لم يرجع حتى يفتح الله عليه ، فصلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) صلاة الغداة ، ثم دعا باللواء فدعا عليا ( عليه السلام ) وهو يشتكي عينيه فمسحهما ثم دفع إليه اللواء ففتح ، قال : فسمعت عبد الله بن بريدة يقول :
* هامش *
( 1 ) المستدرك على الصحيحين 3 / 147 ح 4665 ، طبقات ابن سعد : 3 / 25 ، ذخائر العقبى : ص 75 .
( 2 ) الرياض النضرة : 3 / 137 ، طبقات ابن سعد : 3 / 23 . ( * )
ص 237
حدثني أبي إنه كان صاحب مرحب - يعني عليا ( عليه السلام ) ( 1 ) .
علي ( عليه السلام ) يكتب الصلح يوم الحديبية :
[ الرياض النضرة : 2 / 191 ] . عن ابن عباس ، قال : كان كاتب الصلح يوم الحديبية علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، قال : قال معمر : فسألت عنه الزهري فضحك أو تبسم وقال : هو علي ( عليه السلام ) ، ولو سألت هؤلاء لقالوا هو عثمان - يعني بني أمية ( 2 ) .
علي ( عليه السلام ) يقاتل على تأويل القرآن كما قاتل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على تنزيله :
[ خصائص النسائي : ص 40 ] : عن أبي سعيد الخدري ، قال : كنا جلوسا ننظر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فخرج إلينا قد انقطع شسع نعله ، فرمى به إلى علي ( عليه السلام ) فقال : إن منكم رجلا يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، قال أبو بكر : أنا ؟ قال : لا ، قال عمر : أنا ؟ قال : لا ، ولكن خاصف النعل ( 3 ) .
علي ( عليه السلام ) يقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره :
[ مسند أحمد بن حنبل : 1 / 199 ] : عن هبيرة ، قال : خطبنا الحسن بن علي ( عليه السلام ) فقال : لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم ، ولا يدركه الآخرون ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يبعثه بالراية جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله لا ينصرف حتى يفتح له .
---------------------------------------
* هامش *
( 1 ) أسد الغابة : 4 / 98 ، البداية والنهاية : 4 / 212 ، دلائل النبوة للبيهقي : 4 / 210 .
( 2 ) الرياض النضرة : 3 / 138 ، مصنف عبد الرزاق : 5 / 342 ح 9721 - 9722 .
( 3 ) خصائص النسائي ( ضمن السنن ) : 5 / 154 ح 8541 . المستدرك على الصحيحين : 3 / 132 ح 4621 ،
مسند أحمد : 3 / 420 ح 10896 وص 501 و ح 11364 ، أسد الغابة : 3 / 429 رقم 3271 ،
الإصابة : 1 / 25 رقم 59 ، حلية الأولياء : 1 / 67 . ( * )
----------------------------------
ص 238
وذكره المحب الطبري في ذخائره : ص 76 ( 1 ) .
النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يأمر عليا ( عليه السلام ) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين :
[ ميزان الاعتدال للذهبي : 2 / 263 ] : عن عامر بن سعد ، أن عمارا قال لسعد : ألا تخرج مع علي ، أما سمعت رسول الله يقول ما قال فيه ؟ قال : تخرج طائفة من أمتي يمرقون من الدين يقتلهم علي بن أبي طالب ثلاث مرات ، قال : صدقت والله لقد سمعته ولكن أحببت العزلة ( 2 ) .
[ مجمع الزوائد : 6 / 239 ] : عن عائشة ، أنها ذكرت الخوارج وسألت من قتلهم ؟ تعني أصحاب النهر ، فقالوا : علي ( عليه السلام ) ، فقالت : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : يقتلهم خيار أمتي وهم شرار أمتي ، قال : رواه البزار والطبراني في الأوسط بنحوه .
[ مستدرك الصحيحين : 3 / 139 ] : عن عقاب بن ثعلبة ، قال : حدثني أبو أيوب الأنصاري في خلافة عمر ابن الخطاب ، قال : أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ( 3 ) .
[ تاريخ بغداد : 8 / 340 ] : عن خليد العصري ، قال : سمعت أمير المؤمنين عليا ( عليه السلام ) يقول
-------------------------------------------------
* هامش *
( 1 ) مسند أحمد : 1 / 328 ح 1721 ، السنن الكبرى للنسائي : 5 / 112 ح 8408 ، المستدرك على الصحيحين : 3 / 188 ح 4802 ، طبقات ابن سعد : 3 / 38 ، ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) من تاريخ مدينة دمشق : 3 / 399 ح 1397 ، البداية والنهاية : 7 / 368 ، صفة الصفوة : 1 / 313 ، حلية الأولياء : 1 / 65 .
( 2 ) ميزان الاعتدال : 3 / 210 رقم 6154 ، لسان الميزان : 4 / 362 رقم 6101 .
( 3 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 150 ح 4674 و 4675 ،
ترجمة الإمام علي ( عليه السلام ) من تاريخ دمشق : 3 / 212 ح 1216 ، أسد الغابة : 4 / 114 ،
تاريخ بغداد : 8 / 340 رقم 4447 و 13 / 186 رقم 7165 ، فرائد السمطين : 1 / 284 ح 224 ، كفاية الطالب : ص 169 . ( * )
-------------------------------------------
ص 239
يوم النهروان : أمرني رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بقتال الناكثين والمارقين والقاسطين ( 1 ) .
النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول للزبير ستقاتل عليا وأنت له ظالم :
[ مستدرك الصحيحين : 3 / 366 ] : عن إسماعيل بن أبي حازم ، قال : قال علي ( عليه السلام ) للزبير : أما تذكر يوم كنت أنت وأنت في سقيفة قوم من الأنصار فقال لك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أتحبه ؟ فقلت : وما يمنعني ؟ قال : أما إنك ستخرج عليه وتقاتله وأنت ظالم . قال : فرجع الزبير ( 2 ) .
[ أسد الغابة : 2 / 199 ] : في ترجمة الزبير بن العوام ، قال : وشهد الزبير الجمل مقاتلا لعلي ( عليه السلام ) : فناداه علي ( عليه السلام ) ودعاه فانفرد به ، وقال له : أتذكر إذ كنت أنا وأنت مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فنظر
----------------------------------------------------
إلي وضحك وضحكت فقلت أنت : لا يدع ابن أبي طالب زهوه ، فقال : ليس بمزه ، ولتقاتلنه وأنت له ظالم ؟ فذكر الزبير ذلك فانصرف عن القتال . وذكره ابن عبد البر في استيعابه : 1 / 203 باختلاف يسير في اللفظ ( 3 ) .
وانظر أيضا في مضمون هذه الأحاديث : الإصابة : 3 / 6 ، تهذيب التهذيب : 6 / 325 ، كنز العمال : 6 / 82 ، 83 ، 85 ، الإمامة والسياسة : ص 63 .
-------------------------------------------------
* هامش *
( 1 ) كنز العمال : 11 / 292 ح 1552 و 13 / 112 ح 36367 ، البداية والنهاية : 7 / 338 .
( 2 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 412 ح 5573 ، 5 574 ، 5 575 ، الرياض النضرة : 4 / 249 ،
مروج الذهب : 2 / 380 ، دلائل النبوة للبيهقي : 6 / 415 ، السيرة الحلبية : 3 / 287 .
( 3 ) أسد الغابة : 2 / 252 رقم 1732 ، الكامل في التاريخ 2 / 335 ، تاريخ الطبري : 4 / 502 ، الإستيعاب : 1 / 584 . ( * )
------------------------------------------
ص 240
النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ينهى عائشة عن قتال علي ( عليه السلام ) ويخبرها أنها تنبحها كلاب الحوأب :
[ تاريخ الطبري : 3 / 485 ] : عن الزهري ، قال : بلغني أنه لما بلغ طلحة والزبير منزل علي ( عليه السلام ) ذي قار انصرفوا إلى البصرة فأخذوا على المنكدر ، فسمعت عائشة نباح الكلاب فقالت : أي ماء هذا ؟ فقالوا : الحوأب ( 1 ) ، فقالت : إنا لله وإنا إليه راجعون إني لهية قد سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول - وعنده نساؤه - : ليت شعري أيتكن تنبحها كلاب الحوأب لا ؟ أرادت الرجوع فأتاها عبد الله بن الزبير فزعم أنه قال : كذب من قال إن هذا الحوأب ، ولم يزل حتى مضت ، فقدموا البصر ة ( 2 ) .
[ مجمع الزوائد : 7 / 234 ] : عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لنسائه : ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب تخرج فتنبحها كلاب الحوأب يقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثير ثم تنجو بعدما كادت ؟ وذكره العسقلاني في فتح الباري : 16 / 165 وقال ورواه البزار ورجاله ثقاة ( 3 ) .
[ مستدرك الصحيحين : 3 / 120 ] : عن قيس بن أبي حازم ، قال : لما لغت عائشة بعض ديار بني عامر نبحت عليها الكلاب ، فقالت : أي ماء هذا ؟ قالوا : الحوأب ، قالت ما أظنني إلا راجعة ، فقال الزبير : لا بعد تقدمي ويراك الناس ويصلح الله ذات بينهم ، قالت : ما أظنني إلا راجعة ، سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : كيف بإحداكن إذا نبحتها كلاب الحوأب .
---------------------------------------
* هامش *
( 1 ) الحوأب : منزل بين البصرة ومكة .
( 2 ) تاريخ الطبري : 4 / 469 ، معجم البلدان : 3 / 314 .
( 3 ) الإستيعاب : 4 / 361 ، فتح الباري : 13 / 45 ، كفاية الطالب : ص 171 ،
السيرة الحلبية : 3 / 285 ، المواهب اللدنية : 3 / 566 - 567 . ( * )
----------------------------------------
ص 241
( قال العسقلاني ) في فتح الباري : 16 / 165 أخرج هذا أحمد وأبو يعلى والبزار وصححه ابن حبان والحاكم وسنده على شرط الصحيح ( 1 ) .
[ طبقات ابن سعد : 8 / 57 ] : عن عمارة بن عمير ، قال : حدثني من سمع عائشة إذا قرأت هذه الآية : ( وقرن في بيوتكن ) [ الأحزاب / 33 ] بكت حتى تبل خمارها ( 2 ) .
[ مجمع الزوائد : 9 / 112 ] : عن جميع بن عمير ، إن أمه وخالته دخلتا على عائشة ، قال : فذكر الحديث . . . إلى أن قالتا : فأخبرينا عن علي ( عليه السلام ) ، قالت : عن أي شئ تسألن ؟ عن رجل وضع من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) موضعا فسالت نفسه في يده فمسح بها وجهه واختلفوا في دفنه ، فقال : إن أحب البقاع إلى الله مكان قبض فيه نبيه ، قالتا : فلم خرجت عليه ؟ قالت : أمر قضي ووددت أن أفديه ما على الأرض من شئ .
[ تاريخ الطبري : 3 / 548 ] : عن أبي يزيد المديني ، يقول : قال عمار بن ياسر لعائشة - حين فر القوم - : يا أم المؤمنين ما أبعد هذا المسير من العهد الذي عهد إليك ؟ قالت : أبو اليقظان ؟ قال : نعم ، قالت : والله إنك ما علمت قوال بالحق ، قال : الحمد لله الذي قضى لي على لسانك ( 3 ) .
وانظر أيضا في مضمون هذه الأحاديث : كنز العمال : 6 / 83 ، 84 ، مسند أحمد : 6 / 97 ، الإصابة : 8 / القسم 1 / 111 ، الإمامة والسياسة : ص 55 ، نور الأبصار للشبلنجي : ص 81 ، حلية الأولياء : 2 / 48 ، تاريخ بغداد : 9 / 185 .
------------------------------------------
* هامش *
( 1 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 129 ح 4613 ، فتح الباري : 13 / 45 ، مسند أحمد : 7 / 23733 ، وص 140 ح 24133 .
( 2 ) طبقات ابن سعد : 8 / 81 ، حلية الأولياء : 2 / 48 .
( 3 ) تاريخ الطبري : 4 / 545 . ( * )
---------------------------------------------
ص 242
شهود البدريين وأهل بيعة الشجرة مع علي ( عليه السلام ) بصفين :
[ الإستيعاب : 2 / 413 ] : عن عبد الرحمن بن أبزي ، قال : شهدنا مع علي ( عليه السلام ) صفين في ثمانمائة ممن بايع بيعة الرضوان قتل منهم ثلاثة وستون منهم عمار بن ياسر ( 1 ) .
[ مستدرك الصحيحين : 3 / 104 ] : روى بطريقين عن الحكم قال : شهد مع علي ( عليه السلام ) صفين ثمانون بدريا وخمسون ومائتان ممن بايع تحت الشجرة ( 2 ) .
قول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " عمار تقتله الفئة الباغية " ، ومن لحق بعلي بصفين لأجل هذا الحديث :
[ صحيح البخاري : كتاب الصلاة باب التعاون في بناء المسجد ] : عن عكرمة قال : قال لي ابن عباس ولابنه علي : انطلقا إلى أبي سعيد فاسمعا من حديثه فانطلقنا فإذا هو في حائط يصلحه فأخذ رداءه فاحتبى ثم أنشأ يحدثنا حتى أتى ذكر بناء المسجد فقال : كنا نحمل لبنة لبنة وعمار لبنتين لبنتين ، فرآه النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فينفض التراب عنه ويقول : ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ( قال ) يقول عمار : أعوذ بالله من الفتن . ورواه في كتاب الجهاد والسير في باب مسح الغبار عن الناس باختلاف يسير في اللفظ ( 3 ) .
[ صحيح مسلم ] : كتاب الفتن وأشراط الساعة - باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر
--------------------------------------------------
* هامش *
( 1 ) الإستيعاب : 2 / 478 ، الإصابة : 2 / 389 رقم 5075 ، تاريخ اليعقوبي : 2 / 188 .
( 2 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 4559 112 .
( 3 ) صحيح البخاري : 1 / 172 ح 436 ، مسند أحمد : 3 / 516 ح 11451 ،
كنز العمال : 13 / 538 ح 37410 ، البداية والنهاية : 3 / 263 . ( * )
------------------------------
ص 243
الرجل فيتمنى أن يكون مكانه - روى طرق عديدة عن أم سلمة أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال لعمار : تقتلك الفئة الباغية ( 1 ) .
[ سنن الترمذي : 2 / في مناقب عمار ] : عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : أبشر يا عمار تقتلك الفئة الباغية ، قال : وفي الباب عن أم سلمة وعبد الله بن عمر وأبي اليسر وحذيفة ( 2 ) .
[ أسد الغابة : 4 / 47 ] : روى عمارة بن خزيمة بن ثابت ، قال : شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسل سيفا وشهد صفين ولم يقاتل وقال : لا أقاتل حتى يقتل عمار فأنظر من يقتله فإني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : تقتله الفئة الباغية ، فلما قتل عمار قال خزيمة : ظهرت لي الضلالة ، ثم تقدم فقاتل حتى قتل . وذكره ابن حجر في إصابته : 2 / 111 ، وفي تهذيب التهذيب : 3 / 140 مختصرا ( 3 ) .
[ مستدرك الصحيحين : 3 / 402 ] : عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : لما كان يوم صفين نادى مناد من أصحاب معاوية أصحاب علي ( عليه السلام ) : أفيكم أويس القرني ؟ قالوا : نعم ، فضرب دابته حتى دخل معهم ثم قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : خير التابعين أويس القرني ، ورواه أبو نعيم في حليته : 2 / 896 ، وابن سعد في طبقاته : 6 / 112 ( 4 ) .
-----------------------------------------------
* هامش *
( 1 ) صحيح مسلم : 5 / 431 ح 72 ، 73 ، حلية الأولياء : 4 / 172 ، كنز العمال : 11 / 725 ح 33549 .
( 2 ) سنن الترمذي : 5 / 627 - 628 ح 3800 ، كنز العمال : 11 / 31762 367 .
( 3 ) أسد الغابة : 4 / 135 رقم 3798 ، الإصابة : 1 / 426 رقم 2251 ، تهذيب التهذيب : 3 / 121 رقم 267 .
( 4 ) المستدرك على الصحيحين : 3 / 455 ح 5717 ، حلية الأولياء : 2 / 86 ، طبقات ابن سعد : 6 / 163 . ( * )
----------------------------------------------
ص 244
وانظر أيضا في مضمون هذه الأحاديث :
مستدرك الصحيحين : 2 / 148 ، 3 / 385 ، 386 ، 387 ،
مسند أحمد : 2 / 161 ، 16 ، و 4 / 197 ، و 6 / 289 ،
مسند أبي داود الطيالسي : 3 / 90 ،
حلية الأولياء : 4 / 172 ،
تاريخ بغداد : 5 / 315 ، 7 / 414 ، 13 / 186 ،
طبقات ابن سعد : 3 / القسم 1 / 117 ، 179 ، 181 ،
أسد الغابة : 2 / 143 ، 217 ،
الإمامة والسياسة : ص 106 ،
الإصابة : 1 / القسم 4 / 125 ،
الرياض النضرة : 1 / 14 ،
نور الأبصار : ص 89 ،
كنز العمال : 7 / 72 ، 73 ، 74 ،
مجمع الزوائد : 9 / 297 .
-------------------------------------------
عبد الله بن عمر يتأسف لخذلانه عليا ( عليه السلام ) :
[ الرياض النضرة : 2 / 242 ] : عن ابن عمر ، أنه قال : ما آسي على شئ إلا أني لم أقاتل مع علي ( عليه السلام ) الفئة الباغية وعلى صوم الهواجر ( 1 ) . عبد الله بن عمرو بن العاص يتأسف لكونه مع الفئة الباغية :
[ طبقات ابن سعد : 4 / القسم 2 / 12 ] : عن ابن أبي مليكة قال : قال عبد الله بن عمرو : ما لي ولصفين ، ما لي ولقتال المسلمين ، لوددت أني مت قبله بعشر سنين ، أما والله على ذلك ما ضربت بسيف ، ولا طعنت برمح ، ولا رميت بسهم ، وما رجل أجهد مني من رجل لم يفعل شيئا من ذلك ، قال : قال نافع : حسبته ذكر أنه كان بيده الراية فقدم الناس منزلة أو منزلتين ( 2 ) .