أسد الله وأسد رسوله
حمزة بن عبد المطلب ع
قبسات
من حياته ومناقبه بمناسبة ذكرى شهادته في 15 شوال سنة 3 للهجرة
ولادته : ولد حمزة بن عبد المطلب قبل ولادة النبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) بسنتين ، وقيل : بأربع سنوات ، واستشهد بمعركة احد ، في النصف من شوال السنة الثالثة من الهجرة ، وكان عمره الشريف تسعا وخمسين سنة
اسمه : حمزة - كان اسمه في الجاهلية والإسلام - والحمزة في اللغة تعني : الأسد ذو البأس الشديد .
كنيته : أبو عمارة ، وأبو يعلى ، كان يكنى بولديه : عمارة ويعلى .
لقبه : أسد الله وأسد رسوله ، لقبه به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، كما لقبه ب سيد الشهداء .
أبوه : شيبة ، واشتهر فيما بعد ب (عبد المطلب )
امه : هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة ، وهي بنت عم آمنة بنت وهب بن عبد مناف ، ام النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
أولاده : عمارة ويعلى ، وبهما كان يكنى ، ولم يعقب أي واحد منهما ، غير أنه ولد ليعلى خمسة أولاد ماتوا كلهم من غير عقب ، وكانوا لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أعوان بعد أبيهم ،. ويروي المؤرخون : كانت لحمزة بنت اسمها فاطمة ، وامها سلمى بنت عميس اخت أسماء بنت عميس زوجة جعفر بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وقد هاجرت إلى يثرب مع من هاجرن من الفواطم مع علي بن أبي طالب ( عليه السلام )
إسلامه : أسلم حمزة بن عبد المطلب في السنة الثانية من المبعث النبوي الشريف ، وقيل : بل كان إسلامه في السنة السادسة منه ، بعد دخول الرسول ( صلى الله عليه وآله ) دار الأرقم ، ولازم نصرة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في مكة وهاجر مع أول من هاجر من المؤمنين إلى يثرب . فلما أسلم حمزة بن عبد المطلب ، عز به الدين والنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وسر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بإسلامه كثيرا . فقد كان إسلام حمزة تطورا جديدا لم يكن داخلا في حسابات قريش ، حيث قلبت الموازين رأسا على عقب ، وفت في عضد مشركي قريش وزاد من مخاوفها وكبح من جماحها ، ومرغ كبرياءها.
المؤاخاة : آخى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بين حمزة بن عبد المطلب وبين زيد بن حارثة ، يوم المؤاخاة .
هجرته : كان حمزة من المهاجرين الأوائل ، ولما وصل يثرب نزل على ( كلثوم بن الهدم ) ،
أول لواء عقد في الإسلام لواء حمزة :
قال ابن الأثير في حوادث السنة الاولى من الهجرة عقد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعمه حمزة لواء أبيضا في ثلاثين رجلا من المهاجرين ليعترضوا لعير قريش ، فالتقى بأبي جهل في ثلاثمائة رجل ، فحجز بينهم ( مجدي بن عمرو الجهني ) ، فانصرف ولم يكن بينهم قتال ، وكان يحمل اللواء أبو مرثد ، وهو أول لواء رفع في الإسلام . وقال ابن الأثير : كان حمزة يحمل لواء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في غزوة بواط ، وكانت في أول سنة من الهجرة . وفيها كانت غزوة ( الأبواء ) وقبل غزوة ( ودان ) وفي طبقات ابن سعد : قال الواقدي : حمل حمزة لواء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في غزوة بني قينقاع ، ولم تكن الرايات يومئذ .
حمزة في يوم بدر قال ابن سعد في طبقاته ، وابن الأثير في الكامل : برز حمزة يوم بدر معلما بريشة نعامة على صدره وعلى بيضة رأسه ، وهي شارة البطولة والشجاعة والفروسية . وقال امية بن خلف لعبد الرحمن بن عوف - وكان مع المشركين حينذاك - : من الرجل المعلم بريشة نعامة على صدره ؟ قال : هو حمزة بن عبد المطلب . قال امية : هو الذي فعل بنا الأفاعيل .
روى ابن سعد في طبقاته بسنده عن قيس بن عبادة ، قال : سمعت أبا ذر يقسم أن هذه الآيات : * ( هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا ) * - إلى قوله - : * ( إن الله يفعل ما يريد ) * . قال : نزلت في هؤلاء الرهط الستة يوم بدر : حمزة بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالب ، وعبيدة بن الحارث ، وفي خصمهم الذين كفروا : عتبة بن ربيعة ، وأخوه شيبة بن ربيعة ، والوليد بن عتبة .
حمزة في وقعة احد وفي الاستيعاب: إن حمزة بن عبد المطلب كان يقاتل في واقعة احد بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بسيفين وهو يقول : أنا أسد الله ، وجعل يقبل ويدبر ، ويقتل كل من تقدم إليه .
وفي الإصابة : إن حمزة بن عبد المطلب قتل باحد ثلاثين رجلا قبل أن يقتل.
استشهاد حمزة : قتله وحشي بن حرب غيلة ، وهو عبد حبشي يرمي بالحربة ، قلما يخطئ ، ولم تكن العرب تعرف ذلك ، بل هو من اختصاص أهل الحبشة ، وتسمى تلك الحربة عندهم المزراق ، وهي رمح قصير .
كيفية شهادته : قال وحشي : فجئت إلى هند بنت عتبة ، فقلت لها : ماذا لي إن قتلت قاتل أبيك . قالت : سلبي . فقلت : أنا قتلته . فنزعت ثيابها وما كان عليها من حلي ، ثم قالت : إذا جئت مكة فلك عشرة دنانير ، ثم قالت : أرني مصرعه . فأريتها ، فجلست عنده وبقرت بطنه وأخرجت كبده فلاكتها فلم تستسيغها فلفظتها ، فسميت ب ( آكلة الأكباد ) ، ثم قطعت ، وجدعت أنفه ، وقطعت اذنيه ، وجعلت منهم مسكتين ، ومعضدين ، وخدمتين . وقال وحشي : ثم وقفت هند وصويحباتها على أجساد القتلى يمثلن بهم ، واتخذن من آذان الرجال وانوفهم خدما وقلائدا ، بعد أن أعطت هند خدمها وقلائدها وخلاخلها وحشيا ، ألا لعنة الله على القوم الكافرين .
النبي ص يرثي حمزة وبعد ان القت الحرب اوزارها قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : التمسوا حمزة . فبعث أحد أصحابه يلتمسه ، فلم يعد لما رأى حمزة بتلك الحالة من التمثيل ، ثم بعث آخر وآخر وكل من يذهب ويشاهده بهذه الحالة لم يعد إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ليخبره ، فلما استبطأهم قام وقال : أنا ألتمسه بنفسي . فلما شاهده وهو مطروح ببطن الوادي وقد مثل به شر تمثيل ، فحينما رآه ( صلى الله عليه وآله ) بكى ، ثم قال له مخاطبا : لن اصاب بمثلك أبدا ما وقفت موقفا قط أغيظ علي من هذا الموقف . ورثاه بقوله : يا عم رسول الله ، أسد الله وأسد رسوله ، يا حمزة ، يا فاعل الخيرات . يا حمزة ، يا كاشف الكربات ، يا حمزة ، يا ذاب ، يا مانع عن وجه رسول الله . ثم قال : لولا أن حزن صفية أو تكون سنة بعدي لتركته حتى يكون في أجواف السباع وحواصل الطير ، ولئن أظهرني الله على قريش لامثلن بثلاثين رجلا منهم ، فأنزل الله تعالى في ذلك آية : * ( فإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ) * . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : نصبر . فصبر وعفا ، ونهى عن المثلة . وأقبلت صفية تطلب أخاها حمزة ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لابنها الزبير بن العوام : لتردها لئلا ترى ما بأخيها حمزة ( عند مصرعه ) ، فلقيها الزبير فأعلمها بأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقالت : إنه بلغني أنه مثل بأخي ، وذلك في الله قليل ، فما أرضانا بما كان من ذلك ، لأحتسبن ولأصبرن . فأعلم الزبير النبي ( صلى الله عليه وآله ) بذلك ، فقال : خل سبيلها . فأتته وصلت عليه واسترجعت ، وكانت صفية شقيقة حمزة لامه وأبيه.
صلاة النبي عليه وصلى عليه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) صلاة الجنائز ، فكان كلما اتي بشهيد ليصلي عليه ، جعل حمزة معه فيصلي عليهما معا . ثم أمر ( صلى الله عليه وآله ) بدفنه بملابسه دون تغسيل أو تكفين ، وهي سنة تجهيز الشهداء وإقبارهم ، وهكذا فعلوا ببقية الشهداء وجلس ( صلى الله عليه وآله ) على حفرته .
لكن حمزة لا بواكي عليه ولما رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى المدينة ، مر بدار من دور الأنصار ، سمع البكاء والنوائح على شهيدهم فذرفت عيناه بالبكاء ، وقال : حمزة لا بواكي عليه فرجع سعد بن معاذ إلى دور بني عبد الأشهل فأمر نساء الأنصار أن يذهبن فيبكين على حمزة . وقال الواقدي : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : رضي الله عنكن وعن أولادكن وقالت ام سعد بن معاذ : فما بكت منا امرأة على ميتها قط إلا بدأت بحمزة وإلى يومنا هذا . ولم تبك امرأة على ميت بعد قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلا بدأت بالبكاء على حمزة ثم بكت ميتها . وإن السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) كانت تأتي قبر حمزة ، تبكي عليه وترممه وتصلحه .
أحاديث نبوية بحق حمزة عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : سيد الشهداء يوم القيامة حمزة بن عبد المطلب . وقال ( صلى الله عليه وآله ) : ما وقفت موقفا [ أغيظ ] لقلبي من هذا الموقف . ثم قال : رحمك الله أي عم ، فلقد كنت وصولا للرحم ، فعولا للخيرات .
حسرة الإمام علي لفقد حمزة وفي شرح النهج : روى كثير من المؤرخين ، أن عليا ( عليه السلام ) عقب يوم السقيفة قال [ مستنجدا ] : وا جعفراه ، ولا جعفر لي اليوم ، وا حمزتاه ، ولا حمزة لي اليوم . وفي الدرجات الرفيعة : روي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) أنه قال : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول دائما : والله لو كان حمزة وجعفر حيين [ يوم السقيفة ] ما طمع فيها فلان ، ولكني ابتليت بعقيل وعباس ..
حمزة بن عبد المطلب ع
قبسات
من حياته ومناقبه بمناسبة ذكرى شهادته في 15 شوال سنة 3 للهجرة
ولادته : ولد حمزة بن عبد المطلب قبل ولادة النبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) بسنتين ، وقيل : بأربع سنوات ، واستشهد بمعركة احد ، في النصف من شوال السنة الثالثة من الهجرة ، وكان عمره الشريف تسعا وخمسين سنة
اسمه : حمزة - كان اسمه في الجاهلية والإسلام - والحمزة في اللغة تعني : الأسد ذو البأس الشديد .
كنيته : أبو عمارة ، وأبو يعلى ، كان يكنى بولديه : عمارة ويعلى .
لقبه : أسد الله وأسد رسوله ، لقبه به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، كما لقبه ب سيد الشهداء .
أبوه : شيبة ، واشتهر فيما بعد ب (عبد المطلب )
امه : هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة ، وهي بنت عم آمنة بنت وهب بن عبد مناف ، ام النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
أولاده : عمارة ويعلى ، وبهما كان يكنى ، ولم يعقب أي واحد منهما ، غير أنه ولد ليعلى خمسة أولاد ماتوا كلهم من غير عقب ، وكانوا لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أعوان بعد أبيهم ،. ويروي المؤرخون : كانت لحمزة بنت اسمها فاطمة ، وامها سلمى بنت عميس اخت أسماء بنت عميس زوجة جعفر بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وقد هاجرت إلى يثرب مع من هاجرن من الفواطم مع علي بن أبي طالب ( عليه السلام )
إسلامه : أسلم حمزة بن عبد المطلب في السنة الثانية من المبعث النبوي الشريف ، وقيل : بل كان إسلامه في السنة السادسة منه ، بعد دخول الرسول ( صلى الله عليه وآله ) دار الأرقم ، ولازم نصرة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) في مكة وهاجر مع أول من هاجر من المؤمنين إلى يثرب . فلما أسلم حمزة بن عبد المطلب ، عز به الدين والنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وسر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بإسلامه كثيرا . فقد كان إسلام حمزة تطورا جديدا لم يكن داخلا في حسابات قريش ، حيث قلبت الموازين رأسا على عقب ، وفت في عضد مشركي قريش وزاد من مخاوفها وكبح من جماحها ، ومرغ كبرياءها.
المؤاخاة : آخى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بين حمزة بن عبد المطلب وبين زيد بن حارثة ، يوم المؤاخاة .
هجرته : كان حمزة من المهاجرين الأوائل ، ولما وصل يثرب نزل على ( كلثوم بن الهدم ) ،
أول لواء عقد في الإسلام لواء حمزة :
قال ابن الأثير في حوادث السنة الاولى من الهجرة عقد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعمه حمزة لواء أبيضا في ثلاثين رجلا من المهاجرين ليعترضوا لعير قريش ، فالتقى بأبي جهل في ثلاثمائة رجل ، فحجز بينهم ( مجدي بن عمرو الجهني ) ، فانصرف ولم يكن بينهم قتال ، وكان يحمل اللواء أبو مرثد ، وهو أول لواء رفع في الإسلام . وقال ابن الأثير : كان حمزة يحمل لواء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في غزوة بواط ، وكانت في أول سنة من الهجرة . وفيها كانت غزوة ( الأبواء ) وقبل غزوة ( ودان ) وفي طبقات ابن سعد : قال الواقدي : حمل حمزة لواء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في غزوة بني قينقاع ، ولم تكن الرايات يومئذ .
حمزة في يوم بدر قال ابن سعد في طبقاته ، وابن الأثير في الكامل : برز حمزة يوم بدر معلما بريشة نعامة على صدره وعلى بيضة رأسه ، وهي شارة البطولة والشجاعة والفروسية . وقال امية بن خلف لعبد الرحمن بن عوف - وكان مع المشركين حينذاك - : من الرجل المعلم بريشة نعامة على صدره ؟ قال : هو حمزة بن عبد المطلب . قال امية : هو الذي فعل بنا الأفاعيل .
روى ابن سعد في طبقاته بسنده عن قيس بن عبادة ، قال : سمعت أبا ذر يقسم أن هذه الآيات : * ( هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا ) * - إلى قوله - : * ( إن الله يفعل ما يريد ) * . قال : نزلت في هؤلاء الرهط الستة يوم بدر : حمزة بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالب ، وعبيدة بن الحارث ، وفي خصمهم الذين كفروا : عتبة بن ربيعة ، وأخوه شيبة بن ربيعة ، والوليد بن عتبة .
حمزة في وقعة احد وفي الاستيعاب: إن حمزة بن عبد المطلب كان يقاتل في واقعة احد بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بسيفين وهو يقول : أنا أسد الله ، وجعل يقبل ويدبر ، ويقتل كل من تقدم إليه .
وفي الإصابة : إن حمزة بن عبد المطلب قتل باحد ثلاثين رجلا قبل أن يقتل.
استشهاد حمزة : قتله وحشي بن حرب غيلة ، وهو عبد حبشي يرمي بالحربة ، قلما يخطئ ، ولم تكن العرب تعرف ذلك ، بل هو من اختصاص أهل الحبشة ، وتسمى تلك الحربة عندهم المزراق ، وهي رمح قصير .
كيفية شهادته : قال وحشي : فجئت إلى هند بنت عتبة ، فقلت لها : ماذا لي إن قتلت قاتل أبيك . قالت : سلبي . فقلت : أنا قتلته . فنزعت ثيابها وما كان عليها من حلي ، ثم قالت : إذا جئت مكة فلك عشرة دنانير ، ثم قالت : أرني مصرعه . فأريتها ، فجلست عنده وبقرت بطنه وأخرجت كبده فلاكتها فلم تستسيغها فلفظتها ، فسميت ب ( آكلة الأكباد ) ، ثم قطعت ، وجدعت أنفه ، وقطعت اذنيه ، وجعلت منهم مسكتين ، ومعضدين ، وخدمتين . وقال وحشي : ثم وقفت هند وصويحباتها على أجساد القتلى يمثلن بهم ، واتخذن من آذان الرجال وانوفهم خدما وقلائدا ، بعد أن أعطت هند خدمها وقلائدها وخلاخلها وحشيا ، ألا لعنة الله على القوم الكافرين .
النبي ص يرثي حمزة وبعد ان القت الحرب اوزارها قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : التمسوا حمزة . فبعث أحد أصحابه يلتمسه ، فلم يعد لما رأى حمزة بتلك الحالة من التمثيل ، ثم بعث آخر وآخر وكل من يذهب ويشاهده بهذه الحالة لم يعد إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ليخبره ، فلما استبطأهم قام وقال : أنا ألتمسه بنفسي . فلما شاهده وهو مطروح ببطن الوادي وقد مثل به شر تمثيل ، فحينما رآه ( صلى الله عليه وآله ) بكى ، ثم قال له مخاطبا : لن اصاب بمثلك أبدا ما وقفت موقفا قط أغيظ علي من هذا الموقف . ورثاه بقوله : يا عم رسول الله ، أسد الله وأسد رسوله ، يا حمزة ، يا فاعل الخيرات . يا حمزة ، يا كاشف الكربات ، يا حمزة ، يا ذاب ، يا مانع عن وجه رسول الله . ثم قال : لولا أن حزن صفية أو تكون سنة بعدي لتركته حتى يكون في أجواف السباع وحواصل الطير ، ولئن أظهرني الله على قريش لامثلن بثلاثين رجلا منهم ، فأنزل الله تعالى في ذلك آية : * ( فإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ) * . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : نصبر . فصبر وعفا ، ونهى عن المثلة . وأقبلت صفية تطلب أخاها حمزة ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لابنها الزبير بن العوام : لتردها لئلا ترى ما بأخيها حمزة ( عند مصرعه ) ، فلقيها الزبير فأعلمها بأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقالت : إنه بلغني أنه مثل بأخي ، وذلك في الله قليل ، فما أرضانا بما كان من ذلك ، لأحتسبن ولأصبرن . فأعلم الزبير النبي ( صلى الله عليه وآله ) بذلك ، فقال : خل سبيلها . فأتته وصلت عليه واسترجعت ، وكانت صفية شقيقة حمزة لامه وأبيه.
صلاة النبي عليه وصلى عليه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) صلاة الجنائز ، فكان كلما اتي بشهيد ليصلي عليه ، جعل حمزة معه فيصلي عليهما معا . ثم أمر ( صلى الله عليه وآله ) بدفنه بملابسه دون تغسيل أو تكفين ، وهي سنة تجهيز الشهداء وإقبارهم ، وهكذا فعلوا ببقية الشهداء وجلس ( صلى الله عليه وآله ) على حفرته .
لكن حمزة لا بواكي عليه ولما رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى المدينة ، مر بدار من دور الأنصار ، سمع البكاء والنوائح على شهيدهم فذرفت عيناه بالبكاء ، وقال : حمزة لا بواكي عليه فرجع سعد بن معاذ إلى دور بني عبد الأشهل فأمر نساء الأنصار أن يذهبن فيبكين على حمزة . وقال الواقدي : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : رضي الله عنكن وعن أولادكن وقالت ام سعد بن معاذ : فما بكت منا امرأة على ميتها قط إلا بدأت بحمزة وإلى يومنا هذا . ولم تبك امرأة على ميت بعد قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلا بدأت بالبكاء على حمزة ثم بكت ميتها . وإن السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) كانت تأتي قبر حمزة ، تبكي عليه وترممه وتصلحه .
أحاديث نبوية بحق حمزة عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : سيد الشهداء يوم القيامة حمزة بن عبد المطلب . وقال ( صلى الله عليه وآله ) : ما وقفت موقفا [ أغيظ ] لقلبي من هذا الموقف . ثم قال : رحمك الله أي عم ، فلقد كنت وصولا للرحم ، فعولا للخيرات .
حسرة الإمام علي لفقد حمزة وفي شرح النهج : روى كثير من المؤرخين ، أن عليا ( عليه السلام ) عقب يوم السقيفة قال [ مستنجدا ] : وا جعفراه ، ولا جعفر لي اليوم ، وا حمزتاه ، ولا حمزة لي اليوم . وفي الدرجات الرفيعة : روي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) أنه قال : كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول دائما : والله لو كان حمزة وجعفر حيين [ يوم السقيفة ] ما طمع فيها فلان ، ولكني ابتليت بعقيل وعباس ..