أول من جمع قرآنا بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم :
أول من جمع قرآنا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو سيد العرب طرًّا ، الإمام علي عليه السلام ، وهذا من الشهرة بمكان لا ينكره إلا مكابر، وقد وردت نصوصه في كتب الفريقين .
قال ابن سعد في الطبقات : "عن أيوب وابن عون عن محمد قال : نبئت أن عليا أبطأ عن بيعة أبي بكر ، فلقيه أبو بكر ، فقال : أكرهت إمارتي ؟ فقال : لا ، ولكنني آليت بيمين أن لا أرتدي بردائي إلا إلى الصلاة حتى أجمع القرآن . قال : فزعموا أنه كتبه على تنـزيله . قال محمد : فلو أصيب ذلك الكتاب كان فيه علم . قال ابن عون : فسألت عكرمة عن ذلك الكتاب فلم يعرفه " ( 3 ) .
وأخرجه ابن أبي داود في كتاب المصاحف : " عن الأشعث عن محمد بن سيرين قال : لما توفي النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم أقسم عليٌّ أن لا يرتدي برداء إلا لجمعة حتى يجمع القرآن في مصحف
( 3 ) الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص332 ، أقول : حتى لو عرفه عكرمة الخارجي لأنكره عنادا وحنقا .
- ص 246 -
ففعل ، فأرسل إليه أبو بكر بعد أيام ، أ كرهت إمارتي يا أبا الحسن ؟ : قال : لا ، والله ، إلا أني أقسمت أن لا أرتدي برداء إلا لجمعه فبايعه ثم رجع " ( 1 ) .
وفي التسهيل لعلوم التنـزيل :" كان القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مفرقا في الصحف و في صدور الرجال فلما توفي حمعه علي بن أبي طالب على ترتيب نزوله . ولو وجد مصحفه لكان فيه علم كبير ولكنّه لم يوجد " ( 2 ) .
وحيث أن ابن حجر العسقلاني حصر جمع القرآن بأبي بكر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقد حاول طمس هذه المنقبة لعلي عليه السلام بليّ عنق الروايات ، قال في فتح الباري :
" وأخرج ابن أبي داود من طريق ابن سيرين قال : قال علي لما مات رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم : آليت أن لا آخذ على ردائي إلا لصلاة الجمعة حتى أجمع القرآن فجمعته. قال ابن حجر : هذا أثـرٌ ضعيف لانقطاعه وبتقدير صحّته فمراده بـجمعه حفظه في صدره وما تقدم من رواية عبد خير عنه أصح فهو المعتمد " ( 3 ) .
قصد ابن حجر أن جمع أمير المؤمنين عليه السلام للقرآن كان بمعنى حفظه في الصدر ! ، ولازمه أن أمير المؤمنين عليه السلام لم يكن يحفظ القرآن إلى ما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم !! ، وتعقبه العلامة السيوطي في إتقانه فقال :
" قلت قد ورد من طريق آخر أخرجه ابن الضريس في فضائله حدثنا هودة بن خليفة حدثنا عون عن محمد بن سيرين عن عكرمة قال : لما كان بعد بيعة أبي بكر قعد علي بن أبي طالب –عليه السلام- في بيته فقيل لأبي بكر : قد كره بيعتك فأرسل إليه . فقال أكرهت بيعتي ، قال : لا والله ، قال : ما أقعدك عني ؟ قال : رأيت كتاب الله يزاد فيه فحدثت نفسي أن لا ألبس ردائي إلا لصلاة حتى أجمعه ، قال له أبو بكر : فإنك نعم ما رأيت .
( 1 ) كتاب المصاحف لابن أبي داود ج1ص180 ط قطر ، من باب التذكير بالبديهيات
أقول : أنا لا نسلم بكل ما قالته الرواة ، خاصة إذا كان العقل السليم لا يستسيغه ، لأن البخاري في صحيحه وغيره من أهل التاريخ ذكروا إنه عليه السلام لم يبايع ابن أبي قحافة إلا بعد ستة أشهر ، ومن غير المعقول أن يترك المبايعة طيلة ستة أشهر لأنه حلف ألا يخرج من بيته إلا بعد جمع القرآن ، مع أن الرواية تقول أنه كان يخرج في كل يوم جمعة ؟! ، فلماذا لم يبايع في أيام الجمع التي توجد في ستة أشهر ؟! ، وهل البيعة بصفق اليد تحتاج إلى مراجعة الدوائر الحكومية ؟! ، أخرج البخاري في صحيحه ج4ص1549ح3998 : ( فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بـها أبا بكر وصلى عليها ، وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر ).
( 2 ) التسهيل لعلوم التنـزيل ج 1ص4 .
( 3 ) الإتقان ج1 ص 57.
- ص 247 -
قال محمد فقلت لعكرمة : ألفوه كما أنزل الأول فالأول ، قال: لو اجتمعت الإنس والجن على أن يؤلفوه هذا التأليف ما استطاعوا . ( أخرجه ) ابن اشتة في المصاحف من وجه آخر عن ابن سيرين و فيه : أنه كتب في مصحفه الناسخ والمنسوخ . وأن ابن سيرين قال : تطلبت ذلك الكتاب وكتبت فيه إلى المدينة فلم أقدر عليه " ( 1 ) .
وقال أبو عمر بن عبد البر في التمهيد : " قال ابن سيرين : وبلغني أنه كتبه على تنـزيله ولو أصيب ذلك الكتاب لوجد فيه علم كثير . قال أبو عمر أجمع أهل العلم بالحديث أن ابن سيرين أصح التابعين مراسل وأنه كان لا يروي ولا يأخذ إلا عن ثقة وأن مراسيله صحاح كلها ليس كالحسن وعطاء في ذلك والله أعلم " ( 2 ) .
وأخيرا نذكر ما قاله صاحب الفهرست : " عن عبد خير عن علي عليه السلام أنه رأى من الناس طيرة عند وفات النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم فأقسم أنه لا يضع عن ظهره رداءه حتى يجمع القرآن ، فجلس في بيته ثلاثة أيام حتى جمع القرآن ، فهو أوّل مصحف جمع فيه القرآن من قلبه . وكان المصحف عند أهل جعفر " ( 3 ) .
( 1 ) ن.م .
( 2 ) التمهيد لابن عبد البر ج8ص300-301.
( 3 ) الفهرست للنديم ص30 في باب ( ترتيب سور القرآن في مصحف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله تعالى وجهه ) ، راجع أنساب الأشراف ج1ص587 ، طبقات ابن سعد ج2ص338وج2ق2ص101، الإتقان ج1ص204 ، كنـز العمال ج2ص588 ، الاستيعاب بـهامش الإصابة ج2ص253 ، حلية الأولياء ، والأربعون للخطيب .
أول من جمع قرآنا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو سيد العرب طرًّا ، الإمام علي عليه السلام ، وهذا من الشهرة بمكان لا ينكره إلا مكابر، وقد وردت نصوصه في كتب الفريقين .
قال ابن سعد في الطبقات : "عن أيوب وابن عون عن محمد قال : نبئت أن عليا أبطأ عن بيعة أبي بكر ، فلقيه أبو بكر ، فقال : أكرهت إمارتي ؟ فقال : لا ، ولكنني آليت بيمين أن لا أرتدي بردائي إلا إلى الصلاة حتى أجمع القرآن . قال : فزعموا أنه كتبه على تنـزيله . قال محمد : فلو أصيب ذلك الكتاب كان فيه علم . قال ابن عون : فسألت عكرمة عن ذلك الكتاب فلم يعرفه " ( 3 ) .
وأخرجه ابن أبي داود في كتاب المصاحف : " عن الأشعث عن محمد بن سيرين قال : لما توفي النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم أقسم عليٌّ أن لا يرتدي برداء إلا لجمعة حتى يجمع القرآن في مصحف
( 3 ) الطبقات الكبرى لابن سعد ج2 ص332 ، أقول : حتى لو عرفه عكرمة الخارجي لأنكره عنادا وحنقا .
- ص 246 -
ففعل ، فأرسل إليه أبو بكر بعد أيام ، أ كرهت إمارتي يا أبا الحسن ؟ : قال : لا ، والله ، إلا أني أقسمت أن لا أرتدي برداء إلا لجمعه فبايعه ثم رجع " ( 1 ) .
وفي التسهيل لعلوم التنـزيل :" كان القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مفرقا في الصحف و في صدور الرجال فلما توفي حمعه علي بن أبي طالب على ترتيب نزوله . ولو وجد مصحفه لكان فيه علم كبير ولكنّه لم يوجد " ( 2 ) .
وحيث أن ابن حجر العسقلاني حصر جمع القرآن بأبي بكر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقد حاول طمس هذه المنقبة لعلي عليه السلام بليّ عنق الروايات ، قال في فتح الباري :
" وأخرج ابن أبي داود من طريق ابن سيرين قال : قال علي لما مات رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم : آليت أن لا آخذ على ردائي إلا لصلاة الجمعة حتى أجمع القرآن فجمعته. قال ابن حجر : هذا أثـرٌ ضعيف لانقطاعه وبتقدير صحّته فمراده بـجمعه حفظه في صدره وما تقدم من رواية عبد خير عنه أصح فهو المعتمد " ( 3 ) .
قصد ابن حجر أن جمع أمير المؤمنين عليه السلام للقرآن كان بمعنى حفظه في الصدر ! ، ولازمه أن أمير المؤمنين عليه السلام لم يكن يحفظ القرآن إلى ما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم !! ، وتعقبه العلامة السيوطي في إتقانه فقال :
" قلت قد ورد من طريق آخر أخرجه ابن الضريس في فضائله حدثنا هودة بن خليفة حدثنا عون عن محمد بن سيرين عن عكرمة قال : لما كان بعد بيعة أبي بكر قعد علي بن أبي طالب –عليه السلام- في بيته فقيل لأبي بكر : قد كره بيعتك فأرسل إليه . فقال أكرهت بيعتي ، قال : لا والله ، قال : ما أقعدك عني ؟ قال : رأيت كتاب الله يزاد فيه فحدثت نفسي أن لا ألبس ردائي إلا لصلاة حتى أجمعه ، قال له أبو بكر : فإنك نعم ما رأيت .
( 1 ) كتاب المصاحف لابن أبي داود ج1ص180 ط قطر ، من باب التذكير بالبديهيات
أقول : أنا لا نسلم بكل ما قالته الرواة ، خاصة إذا كان العقل السليم لا يستسيغه ، لأن البخاري في صحيحه وغيره من أهل التاريخ ذكروا إنه عليه السلام لم يبايع ابن أبي قحافة إلا بعد ستة أشهر ، ومن غير المعقول أن يترك المبايعة طيلة ستة أشهر لأنه حلف ألا يخرج من بيته إلا بعد جمع القرآن ، مع أن الرواية تقول أنه كان يخرج في كل يوم جمعة ؟! ، فلماذا لم يبايع في أيام الجمع التي توجد في ستة أشهر ؟! ، وهل البيعة بصفق اليد تحتاج إلى مراجعة الدوائر الحكومية ؟! ، أخرج البخاري في صحيحه ج4ص1549ح3998 : ( فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بـها أبا بكر وصلى عليها ، وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر ).
( 2 ) التسهيل لعلوم التنـزيل ج 1ص4 .
( 3 ) الإتقان ج1 ص 57.
- ص 247 -
قال محمد فقلت لعكرمة : ألفوه كما أنزل الأول فالأول ، قال: لو اجتمعت الإنس والجن على أن يؤلفوه هذا التأليف ما استطاعوا . ( أخرجه ) ابن اشتة في المصاحف من وجه آخر عن ابن سيرين و فيه : أنه كتب في مصحفه الناسخ والمنسوخ . وأن ابن سيرين قال : تطلبت ذلك الكتاب وكتبت فيه إلى المدينة فلم أقدر عليه " ( 1 ) .
وقال أبو عمر بن عبد البر في التمهيد : " قال ابن سيرين : وبلغني أنه كتبه على تنـزيله ولو أصيب ذلك الكتاب لوجد فيه علم كثير . قال أبو عمر أجمع أهل العلم بالحديث أن ابن سيرين أصح التابعين مراسل وأنه كان لا يروي ولا يأخذ إلا عن ثقة وأن مراسيله صحاح كلها ليس كالحسن وعطاء في ذلك والله أعلم " ( 2 ) .
وأخيرا نذكر ما قاله صاحب الفهرست : " عن عبد خير عن علي عليه السلام أنه رأى من الناس طيرة عند وفات النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم فأقسم أنه لا يضع عن ظهره رداءه حتى يجمع القرآن ، فجلس في بيته ثلاثة أيام حتى جمع القرآن ، فهو أوّل مصحف جمع فيه القرآن من قلبه . وكان المصحف عند أهل جعفر " ( 3 ) .
( 1 ) ن.م .
( 2 ) التمهيد لابن عبد البر ج8ص300-301.
( 3 ) الفهرست للنديم ص30 في باب ( ترتيب سور القرآن في مصحف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله تعالى وجهه ) ، راجع أنساب الأشراف ج1ص587 ، طبقات ابن سعد ج2ص338وج2ق2ص101، الإتقان ج1ص204 ، كنـز العمال ج2ص588 ، الاستيعاب بـهامش الإصابة ج2ص253 ، حلية الأولياء ، والأربعون للخطيب .