(في أسرار الحسن بن علي عليهما السلام)
فمن ذلك: أنه لما قدم من الكوفة جاءت النسوة يعزينه في أمير المؤمنين عليه السلام، ودخلت عليه أزواج النبي صلى الله عليه وآله، فقالت عائشة: يا أبا محمد ما مثل فقد جدك إلا يوم فقد أبوك، فقال لها الحسن: نسيت نبشك في بيتك ليلا بغير قبس بحديدة، حتى ضربت الحديدة كفك فصارت جرحا إلى الآن فأخرجت جردا أخضر فيه ما جمعته من خيانة حتى أخذت منه أربعين دينارا عددا لا تعلمين لها وزنا ففرقتيها في مبغضي علي صلوات الله عليه من تيم وعدي، وقد تشفيت بقتله، فقالت: قد كان ذلك (1).
ومن ذلك: أن معاوية لما أراد حرب علي عليه السلام وجمع أهل الشام، سمع بذلك ملك الروم فقيل له: رجلان قد خرجا يطلبان الملك، فقال: من أين؟ فقيل له: رجل بالكوفة ورجل بالشام، فقال: صفوهما فقال: من أين؟ فقيل له: والحق في يد الكوفي، ثم كتب إلى معاوية أن ابعث إلي أعلم أهل بيتك، وبعث إلى أمير المؤمنين عليه السلام ابعث إلي أعلم أهل بيتك، حتى أجمع بينهما وأنظر في الإنجيل من أحق بالملك منكما وأخبركما، فبعث إليه معاوية ابنه يزيد، وبعث إليه أمير المؤمنين الحسن عليه السلام، فلما دخل يزيد أخذ الرومي يده فقبلها، ولما دخل الحسن عليه السلام قام الرومي فانحنى على قدميه فقبلهما، فجلس الحسن عليه السلام لا يرفع بصره، فلما نظر ملك الروم إليهما أخرجهما معا، ثم استدعى يزيد وحده، وأخرج له من خزانته 113 صنما تماثيل الأنبياء وصورهم وقد زينت بكل زينة، فأخرج صنما فعرضه على يزيد فلم يعرفه، ثم عرض آخر فلم يعرفه، ثم سأله عن أرزاق العباد وعن أرواح المؤمنين، وأرواح الكفار، أين تجمع بعد الموت؟ فلم يعرف، فدعا الحسن بن علي عليه السلام وقال: إنما بدأت بهذا حتى يعلم أنك تعلم ما لا يعلم، وأن أباك يعلم [ لا ] أبوه وأن أباك رباني هذه الأمة، وقد نظرت في الإنجيل فرأيت الرسول محمدا والوزير عليا ونظرت إلى الأوصياء فرأيت أباك فيها وصي محمد، فقال للرومي: سلني عما بدا لك من علم التوراة، والإنجيل والفرقان، أخبرك، فدعا الأصنام، فأول صنم عرضه عليه على صفة القمر فقال الحسن عليه السلام: هذه صفة آدم أبي البشر، ثم عرض عليه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1) الهداية الكبرى للخصيبي: 197.
آخر في صفة الشمس، فقال: هذه صفة حواء أم البشر، ثم عرض آخر، فقال: هذا عليه صفة شيت ابن آدم، وهذا أول من بعث وكان عمره في الدنيا 1540 سنة، ثم عرض عليه آخر فقال: هذه صفة نوح صاحب السفينة، وكان عمره في الدنيا 2500 سنة ولبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، ثم عرض عليه آخر، فقال: هذه صفة إبراهيم عريض الصدر طويل الجبهة، ثم عرض عليه آخر، فقال: هذه صفة موسى بن عمران وكان عمره 245 سنة وكان بينه وبين إبراهيم 500 سنة، ثم عرض عليه آخر، فقال: هذه صفة إسرائيل وهو يعقوب الحزين، ثم عرض عليه آخر، فقال: هذه صفة إسماعيل، ثم عرض عليه آخر، فقال: هذه صفة يوسف بن يعقوب، ثم عرض عليه آخر، فقال: هذه صفة داود صاحب الجراب، ثم عرض عليه آخر فقال: هذه صفة شعيب، ثم زكريا، ثم عيسى ابن مريم روح الله وكلمته، وكان عمره في الدنيا 23 سنة ثم رفعه الله إليه ثم يهبط إلى الأرض بدمشق ويقتل الدجال، ثم عرضت عليه أصنام الأوصياء، والوزراء، فأخبر بأسمائهم، ثم عرضت عليه أصنام في صفة الملوك وقال له ملك الروم: هذه أصنام لم نجد صفتها في التوراة والإنجيل، فقال الحسن عليه السلام: هذه صفة الملوك، فقال عند ذلك ملك الروم عند ذاك: أشهد لكم يا آل محمد أنكم أوتيتم علم الأولين والآخرين، وعلم التوراة والإنجيل، وصحف إبراهيم وألواح موسى، وأنا نجد في الإنجيل أن أول فتنة هذه الأمة وثوب شيطانها الضليل على ملك نبيها واجتراؤه على ذريته، ثم قال للحسن عليه السلام: أخبرني عن سبعة أشياء خلقها الله تعالى، لم تركض في رحم، فقال الحسن عليه السلام: آدم وحواء، وكبش إبراهيم، وناقة صالح، وإبليس والحية والغراب الذي ذكر في القرآن، ثم سأله عن أرزاق الخلائق فقال الحسن عليه السلام: في السماء الرابعة تنزل بقدر وتبسيط، وسأله عن أرواح المؤمنين أين تكون؟ فقال: تجتمع عند صخرة بيت المقدس في كل ليلة جمعة وهي العرش الأدنى ومنها يبسط الله الأرض ويطويها إليها وإليها المحشر.
ثم سأله عن أرواح الكفار فقال: تجتمع في وادي حضرموت عند مدينة اليمن ثم يبعث الله نارا من المشرق ونارا من المغرب ويتبعها ريح شديد فيحشر الناس عند صخرة بيت المقدس فأهل الجنة عن يمينها، وأهل النار عن يسارها في تخوم الأرض السابعة، فتعوق الناس عند الصخرة، فمن وجبت له الجنة دخلها ومن وجبت له النار دخلها، وذلك قوله: فريق في الجنة وفريق في السعير.
فالتفت الملك إلى يزيد وقال: هذا بقية الأنبياء وخليفة الأوصياء، ووارث الأصفياء وثاني النقباء، ورابع أصحاب الكساء، والعالم بما في الأرض والسماء، أفقياس هذا بمن طبع على قلبه وهو من الضالين، ثم كتب إلى معاوية: من أتاه الله العلم والحكمة بعد نبيكم وحكم التوراة والإنجيل وأخبار الغيب، فالحق والخلافة له، ومن نازعه فإنه ظالم، ثم كتب إلى أمير المؤمنين عليه السلام أن الحق لك والخلافة فيك وفي ولدك إلى يوم القيامة، فقاتل من قاتلك يعذبه الله بيدك، فإن من عصاك وحاربك عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (1).
ومن ذلك من كراماته ما روي عن مولانا الباقر عليه السلام أن جماعة من أهل الكوفة قالوا للحسن عليه السلام: يا بن رسول الله ما عندك من عجايب أسرار أمير المؤمنين عليه السلام الذي كان يرينا أي شئ نريد يرينا إياه؟ فقال: هل تعرفون أمير المؤمنين عليه السلام؟ فقالوا: نعم، فرفع سترا كان على باب البيت، وقال: انظروا، فنظروا فإذا أمير المؤمنين، فقالوا: نعم، هذا أمير المؤمنين لا نشك فيه ونشهد أنك خليفة حقا وصدقا .
فمن ذلك: أنه لما قدم من الكوفة جاءت النسوة يعزينه في أمير المؤمنين عليه السلام، ودخلت عليه أزواج النبي صلى الله عليه وآله، فقالت عائشة: يا أبا محمد ما مثل فقد جدك إلا يوم فقد أبوك، فقال لها الحسن: نسيت نبشك في بيتك ليلا بغير قبس بحديدة، حتى ضربت الحديدة كفك فصارت جرحا إلى الآن فأخرجت جردا أخضر فيه ما جمعته من خيانة حتى أخذت منه أربعين دينارا عددا لا تعلمين لها وزنا ففرقتيها في مبغضي علي صلوات الله عليه من تيم وعدي، وقد تشفيت بقتله، فقالت: قد كان ذلك (1).
ومن ذلك: أن معاوية لما أراد حرب علي عليه السلام وجمع أهل الشام، سمع بذلك ملك الروم فقيل له: رجلان قد خرجا يطلبان الملك، فقال: من أين؟ فقيل له: رجل بالكوفة ورجل بالشام، فقال: صفوهما فقال: من أين؟ فقيل له: والحق في يد الكوفي، ثم كتب إلى معاوية أن ابعث إلي أعلم أهل بيتك، وبعث إلى أمير المؤمنين عليه السلام ابعث إلي أعلم أهل بيتك، حتى أجمع بينهما وأنظر في الإنجيل من أحق بالملك منكما وأخبركما، فبعث إليه معاوية ابنه يزيد، وبعث إليه أمير المؤمنين الحسن عليه السلام، فلما دخل يزيد أخذ الرومي يده فقبلها، ولما دخل الحسن عليه السلام قام الرومي فانحنى على قدميه فقبلهما، فجلس الحسن عليه السلام لا يرفع بصره، فلما نظر ملك الروم إليهما أخرجهما معا، ثم استدعى يزيد وحده، وأخرج له من خزانته 113 صنما تماثيل الأنبياء وصورهم وقد زينت بكل زينة، فأخرج صنما فعرضه على يزيد فلم يعرفه، ثم عرض آخر فلم يعرفه، ثم سأله عن أرزاق العباد وعن أرواح المؤمنين، وأرواح الكفار، أين تجمع بعد الموت؟ فلم يعرف، فدعا الحسن بن علي عليه السلام وقال: إنما بدأت بهذا حتى يعلم أنك تعلم ما لا يعلم، وأن أباك يعلم [ لا ] أبوه وأن أباك رباني هذه الأمة، وقد نظرت في الإنجيل فرأيت الرسول محمدا والوزير عليا ونظرت إلى الأوصياء فرأيت أباك فيها وصي محمد، فقال للرومي: سلني عما بدا لك من علم التوراة، والإنجيل والفرقان، أخبرك، فدعا الأصنام، فأول صنم عرضه عليه على صفة القمر فقال الحسن عليه السلام: هذه صفة آدم أبي البشر، ثم عرض عليه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
( 1) الهداية الكبرى للخصيبي: 197.
آخر في صفة الشمس، فقال: هذه صفة حواء أم البشر، ثم عرض آخر، فقال: هذا عليه صفة شيت ابن آدم، وهذا أول من بعث وكان عمره في الدنيا 1540 سنة، ثم عرض عليه آخر فقال: هذه صفة نوح صاحب السفينة، وكان عمره في الدنيا 2500 سنة ولبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، ثم عرض عليه آخر، فقال: هذه صفة إبراهيم عريض الصدر طويل الجبهة، ثم عرض عليه آخر، فقال: هذه صفة موسى بن عمران وكان عمره 245 سنة وكان بينه وبين إبراهيم 500 سنة، ثم عرض عليه آخر، فقال: هذه صفة إسرائيل وهو يعقوب الحزين، ثم عرض عليه آخر، فقال: هذه صفة إسماعيل، ثم عرض عليه آخر، فقال: هذه صفة يوسف بن يعقوب، ثم عرض عليه آخر، فقال: هذه صفة داود صاحب الجراب، ثم عرض عليه آخر فقال: هذه صفة شعيب، ثم زكريا، ثم عيسى ابن مريم روح الله وكلمته، وكان عمره في الدنيا 23 سنة ثم رفعه الله إليه ثم يهبط إلى الأرض بدمشق ويقتل الدجال، ثم عرضت عليه أصنام الأوصياء، والوزراء، فأخبر بأسمائهم، ثم عرضت عليه أصنام في صفة الملوك وقال له ملك الروم: هذه أصنام لم نجد صفتها في التوراة والإنجيل، فقال الحسن عليه السلام: هذه صفة الملوك، فقال عند ذلك ملك الروم عند ذاك: أشهد لكم يا آل محمد أنكم أوتيتم علم الأولين والآخرين، وعلم التوراة والإنجيل، وصحف إبراهيم وألواح موسى، وأنا نجد في الإنجيل أن أول فتنة هذه الأمة وثوب شيطانها الضليل على ملك نبيها واجتراؤه على ذريته، ثم قال للحسن عليه السلام: أخبرني عن سبعة أشياء خلقها الله تعالى، لم تركض في رحم، فقال الحسن عليه السلام: آدم وحواء، وكبش إبراهيم، وناقة صالح، وإبليس والحية والغراب الذي ذكر في القرآن، ثم سأله عن أرزاق الخلائق فقال الحسن عليه السلام: في السماء الرابعة تنزل بقدر وتبسيط، وسأله عن أرواح المؤمنين أين تكون؟ فقال: تجتمع عند صخرة بيت المقدس في كل ليلة جمعة وهي العرش الأدنى ومنها يبسط الله الأرض ويطويها إليها وإليها المحشر.
ثم سأله عن أرواح الكفار فقال: تجتمع في وادي حضرموت عند مدينة اليمن ثم يبعث الله نارا من المشرق ونارا من المغرب ويتبعها ريح شديد فيحشر الناس عند صخرة بيت المقدس فأهل الجنة عن يمينها، وأهل النار عن يسارها في تخوم الأرض السابعة، فتعوق الناس عند الصخرة، فمن وجبت له الجنة دخلها ومن وجبت له النار دخلها، وذلك قوله: فريق في الجنة وفريق في السعير.
فالتفت الملك إلى يزيد وقال: هذا بقية الأنبياء وخليفة الأوصياء، ووارث الأصفياء وثاني النقباء، ورابع أصحاب الكساء، والعالم بما في الأرض والسماء، أفقياس هذا بمن طبع على قلبه وهو من الضالين، ثم كتب إلى معاوية: من أتاه الله العلم والحكمة بعد نبيكم وحكم التوراة والإنجيل وأخبار الغيب، فالحق والخلافة له، ومن نازعه فإنه ظالم، ثم كتب إلى أمير المؤمنين عليه السلام أن الحق لك والخلافة فيك وفي ولدك إلى يوم القيامة، فقاتل من قاتلك يعذبه الله بيدك، فإن من عصاك وحاربك عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (1).
ومن ذلك من كراماته ما روي عن مولانا الباقر عليه السلام أن جماعة من أهل الكوفة قالوا للحسن عليه السلام: يا بن رسول الله ما عندك من عجايب أسرار أمير المؤمنين عليه السلام الذي كان يرينا أي شئ نريد يرينا إياه؟ فقال: هل تعرفون أمير المؤمنين عليه السلام؟ فقالوا: نعم، فرفع سترا كان على باب البيت، وقال: انظروا، فنظروا فإذا أمير المؤمنين، فقالوا: نعم، هذا أمير المؤمنين لا نشك فيه ونشهد أنك خليفة حقا وصدقا .